الخميس 2019/01/17

آخر تحديث: 08:20 (بيروت)

ترامب وقادة جيشه تفاهموا على انسحاب "أكثر تأنياً"

الخميس 2019/01/17
ترامب وقادة جيشه تفاهموا على انسحاب "أكثر تأنياً"
(Getty)
increase حجم الخط decrease
في الوقت الذي اختلطت فيه الأوراق عقب تفجير منبج الانتحاري الذي تبناه تنظيم "الدولة"، الأربعاء، وتسبب بمقتل 5 جنود أميركيين، وسط رغبة الرئيس الأميركي بالرد العسكري، نشرت وكالة "رويترز" تفاصيل عما قالت إنه الاجتماع الذي تسبب بخفض وتيرة الانسحاب الأميركي من سوريا.

فعندما وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى قاعدة الأسد الجوية في العراق، في اليوم التالي لعيد الميلاد، كانت الانتقادات اللاذعة تنهال عليه في الداخل والخارج، لإعلانه المفاجئ، عن  سحب القوات الأميركية على الفور من سوريا.

داخل وحدة من الجيش ذات سقف مقوس، تحيط بها أسلاك شائكة، استمع ترامب إلى تقارير من القادة الأميركيين، تشير إلى أنّ النصر على تنظيم "داعش" أصبح في متناول اليد، وأنّ الجيش لا يحتاج إلا لوقت قصير فقط لاستكمال المهمة، وفق ما نقلت "رويترز" عن مسؤولين، الأربعاء.

وقال أحد المسؤولين: "كانوا متفائلين بقدرتهم على إتمام المهمة"، مضيفاً أنّه يعتقد أنّ هذا الاجتماع "كان حاسماً" في التأثير في أفكار ترامب.

وقال ثلاثة مسؤولين مطلعين على ما دار في الاجتماع، لـ"رويترز"، إنّ قائد قوات "التحالف في الحرب على تنظيم "داعش" في سوريا والعراق" اللفتنانت جنرال بول لاكاميرا، شرح لترامب الذي كان صبره على الحرب قد نفد، الأسباب التي تجعل الانسحاب السريع مستحيلاً، دون تعريض القوات للخطر.

ويبدو أنّ اللقاء الذي استغرق 45 دقيقة، ساهم في بلورة تفاهم بين ترامب وكبار القادة على الأرض. وفي تصريحات للصحافيين، سلّم ترامب بأنّ إدراكه للوضع قد تحسّن، بعد حديثه مع القادة في مسرح العمليات بدلاً من المسؤولين في واشنطن.

وساعد هذا اللقاء في إتاحة مجال لالتقاط الأنفاس للجيش والديبلوماسيين في الولايات المتحدة، من أجل التخطيط لانسحاب "أكثر تأنياً" من سوريا.

وبعد انقضاء قرابة ثلاثة أسابيع على هذا اللقاء، لم ينسحب جندي واحد من سوريا، وكان كل ما أُخرج من سوريا كان بعض العتاد.

وعلى الرغم من أنّ ترامب أعلن، في البداية، عن "انسحاب سريع"، فقد ردّد منذ ذلك الحين أنّه ليس من الضروري أن يكون الانسحاب سريعاً. وقال ترامب، للصحافيين في البيت الأبيض، في 6 يناير/كانون الثاني: "سننسحب من سوريا وسنسحب قواتنا. لم أقل قط إننا سننجز ذلك بسرعة".

ويبدو أنّ التنازل الذي قدّمه ترامب بإتاحة المزيد من الوقت، قد دفع الجيش الأميركي ومسؤولي الإدارة الأميركية، لتحقيق أكبر إنجازات ممكنة في الأيام الأخيرة من الحملة السورية.

ويقول مسؤولون أميركيون، إنّ التخطيط لانسحاب كامل ما زال يجري، رغم التصريحات المثيرة للبلبلة، بل والمتضاربة في بعض الأحيان، من البيت الأبيض، ورغم التوتر مع تركيا التي يُفترض أن تتولى أمر الحرب على "داعش".

وقال مسؤولون إنّهم يتوقعون انسحاباً، قبل نهاية مارس/آذار، لكنّهم لم يتمسّكوا بهذا الموعد؛ في ضوء النقاشات سريعة التطور حول السياسات والتطورات التي لا يمكن التنبؤ بها في ساحة المعركة.

بصفة غير رسمية، يُبدي بعض المسؤولين الأميركيين قلقهم، خشية ألا تكفي الدفعة الأخيرة للحفاظ على المكاسب التي تحققت بجهد كبير في مواجهة تنظيم "داعش"، أو ألا تضمن الحماية للحلفاء الذين دعمتهم الولايات المتحدة في "وحدات حماية الشعب" الكردية، وساعدوا في الحرب على التنظيم.

واتضح أنّ انسحاباً سريعاً خلال 30 يوماً، مثلما أشار البيت الأبيض في البداية، لن يفي بمعايير السلامة والإحساس بالمسؤولية. وقبل قرار ترامب المفاجئ كان تخطيط وزارة الدفاع يشير إلى أنّ تنفيذ الانسحاب، يحتاج أربعة أشهر.

وهوّن مصدر من هواجس ترامب بشأن ما إذا كان الانسحاب سيتم خلال أسابيع أم أشهر. وقال المصدر، لـ"رويترز"، إنّ "كل ما يريد أن يعرفه هو أنّه يحدث".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها