في أول ترجمة عملية لجولة التفاوض الأولى بين "مجلس سوريا الديموقراطية" (المظلة السياسية لـ"قوات سوريا الديموقراطية") والنظام في دمشق، التي
عُقدت في 26 تموز/يوليو، قال عضو المجلس الرئاسي لـ"مسد" حكمت حبيب، إن "الادارة المشتركة المزمع تأسيسها مع النظام السوري، تخص الجانب الخدمي ولا علاقة لها بالأمور السياسية". ونفى أن تكون الادارة المشتركة "حكومة" لكافة مناطق سيطرة "قسد"، مؤكداً أنها "هيئة تنسيقية بين الإدارات".
وقال حبيب: "بعد
المؤتمر الثالث لمجلس سوريا الديموقراطية، كانت هناك وثيقة من الإدارة الذاتية والمجالس المدنية في شمالي سوريا وشمال شرقي سوريا لتأسيس إدارة مشتركة متخصصة بالأمور الخدمية والمدنية من اقتصاد وتأسيس مجالس أخرى"، وأضاف: "استناداً إلى ذلك، تقوم مسد بالتنسيق مع الإدارات لتأسيس إدارة مشتركة هدفها الجانب الخدمي".
ونقلت "شبكة رووداو" عن حبيب، قوله إن "مجلس سوريا الديموقراطية يعمل من أجل تأسيس إدارة مشتركة مقرها عين عيسى شمالي مدينة الرقة تتعلق بالجانب الخدمي لا بالجانب السياسي". وعلى الرغم مما يعنيه ذلك من تغييرات على "الادارة الذاتية" في مناطق سيطرة "قسد"، يبقى الجانب الأهم في التفاوض مع النظام هو الأمني والعسكري. ومعه سيتضح مقدار وسوية سيادة النظام المقبلة على شرق الفرات، وكذلك شكل العلاقة الثلاثية المعقدة بين النظام و"قسد" والولايات المتحدة، في ظل وجود القواعد العسكرية الاميركية، ووجود برنامج أميركي لتجنيد الشباب تحت اسم "
قوات حرس الحدود"، ومدة العقد لمنتسبيه سنتين.
وتتلقى مختلف فصائل "قسد" الدعم العسكري من الولايات المتحدة، وهي موحدة تحت إمرة القائد العسكري شاهين جيلو، المقرب من الولايات المتحدة.
ويبدو من خلال التطورات السياسية والعسكرية التي أعقبت الجولة الأولى من التفاوض، أن الولايات المتحدة تتصرف كضامن لـ"قسد"، وتدفعها للحصول على الاعتراف بشرعيتها بصلاحيات قريبة من شكلها الحالي، وهو الشكل الذي يضمن للولايات المتحدة الاستمرار بالبقاء في مناطق نفوذ "قسد"، الممثل المحلي لـ"التحالف الدولي".
السفير الأميركي الأسبق في البحرين وليام روباك، كان قد زار مدينة الطبقة، قبل أيام، والتقى ممثلين عن المجلس المدني فيها، كما زار المشفى الوطني، الأمر الذي تمّ تفسيره بالدعم السياسي لـ"قسد" بعد الانباء التي تحدثت عن تسليم بعض المناطق الحيوية في الطبقة للنظام، ومنها المشفى الوطني.
وبحسب مصادر "المدن" فان السفير نقل رسالة مفادها أن الولايات المتحدة باقية شرقي الفرات، منعاً لحدوث فراغ عسكري وأمني يسمح بعودة "داعش" ما يهدد استقرار المنطقة.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها