الثلاثاء 2018/07/03

آخر تحديث: 13:08 (بيروت)

الأردن: هبّة شعبية لدعم النازحين السوريين

الثلاثاء 2018/07/03
الأردن: هبّة شعبية لدعم النازحين السوريين
increase حجم الخط decrease
"هبة شعبية" كما أطلق عليها بعض الناشطين في الأردن، دفعت أردنيين لرفع شعار "لا تفتحوا الحدود نحن رايحين لهم"، للوقوف إلى جانب عشرات الآلاف من النازحين السوريين الذين علقوا على الشريط الحدودي بين سوريا والأردن، نتيجة التصعيد العسكري في المنطقة الجنوبية، وقرار عمّان عدم السماح لهم بالدخول.


هذه "الهبة" تبدو للوهلة الأولى وكأنها في دولة أخرى وليس في الأردن، الذي كان مسؤولوه قبل فترة وجيزة يلقون بالمسؤولية على اللاجئين الذين يستضيفهم، ويتهمونهم بالتسبب في الحالة الاقتصادية السيئة التي وصل إليها البلد، ما دفع رئيس الحكومة الجديد عمر الرزاز إلى الإعلان عن حملة إغاثة مماثلة، بعدما عمّت الحملات الشعبية معظم المناطق القريبة من الحدود.

الناشط فارع المساعيد، والذي شارك في حملات الإغاثة على الحدود قال لـ"المدن"، إن حملات الاغاثة كانت من أنجح الهبات الشعبية من قبل المجتمع المحلي، بعد مشاهدة ومتابعة الأحداث في سوريا، عدا عن قرب الأحداث في درعا للمدن الأردنية التي تربطها علاقات نسب وقرابة.

ويبدو أن استمرار سماع دوي القصف والانفجارات من درعا في المدن الأردنية القريبة من الحدود السورية، دفع أهالي تلك المدن إلى إعلان حملات الإغاثة للفارين من القصف رغم تصريحات الحكومة المتتالية بعدم نيتها فتح الحدود تحت أي ظرف.

يروي الناشط نادر داوود، الذي شارك في حملة "إغاثة أهالي درعا" في محافظة المفرق، مشهد العائلات الأردنية في المحافظة وهي تتوافد للمشاركة في تقديم المساعدات حتى أصبحت هناك حاجة إلى مزيد من الشاحنات لتحميل جميع المساعدات.

تلك الهبة الشعبية والتي بدأت بالانتشار في محافظات الأردن، ولم تتوقعها الحكومة الأردنية، دفعتها للتحرك مباشرة، بإعلان رئيس الوزراء عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن إطلاق حملة وطنية لإغاثة النازحين السوريين داخل بلدهم، من خلال "الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية"، بعد زيارة تفقدية للحدود الأردنية مع سوريا.

رئيس جمعية "الكتاب والسُنة" زايد حماد، قال لـ"المدن"، أن عملية توزيع المساعدات بدأت منذ الأحد الماضي، من خلال 10 شاحنات محملة بالملابس والأغطية والمواد التموينية. ووفق زايد فإن حملة الإغاثة مستمرة حتى استقرار الوضع في درعا "رغم كل المساعدات التي وصلت للفارين من القصف والتي ستدخل، إلا أنها لن تكفي 160 ألف سوري، فالموضوع ينذر بكارثة انسانية، لأن مؤسسات المجتمع المدني لن تستطيع تقديم المساعدات وهذا العمل بحاجة لمنظمات دولية ودول، فالموجودون عبر الحدود فاقت أعدادهم المتواجدين في مخيمات اللجوء السوري في الأردن".

وعبر حماد عن موقفه من إغلاق الحدود بقوله "أنا لست سياسياً ولا أمنياً، ولست على دراية بهذه الأمور، ولكن إنسانياً أنا أقف ضد اغلاق الحدود لأن العهود الدولية تكفل حق اللجوء".

ولا تزال حملات الاغاثة مستمرة للسوريين الموجودين على الحدود لتنتقل إلى محافظات المملكة بعد أن بدأت من أبناء المناطق الحدودية (إربد والرمثا والمفرق). منسق حملة "اغاثة العاصمة" حسين الصمادي أكد أن الحملة قامت بارسال مساعدات ترواحت ما بين 25 -30 طناً من المواد الغذائية، وأدوية العلاج الأولي، والتي دخلت عن طريق جمعية "وتد وغصن الزيتون". وشدد صمادي على أهمية استمرار المساعدات في ظل استمرار حصار مدينة درعا واغلاق المعابر ما يرجح بازدياد أعداد النازحين.

أمين عام "الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية" للإغاثة والتنمية أيمن المفلح، أكد لـ"المدن"، إدخال 40 شاحنة إغاثة محملة بالمواد الغذائية والمياه والبطانيات منذ إعلان الرزاز عن "إطلاق حملة وطنية لإغاثة السوريين داخل بلدهم"، مؤكداً حصر تقديم المساعدات بالهيئة الخيرية لتنظيمها للمساعدات وإدخالها عن طريق القوات المسلحة الأردنية.

وبرر المفلح تأخر إيصال بعض المساعدات لغياب تنظيم "الطرف السوري" على الحدود الأردنية السورية لتسلم هذه الطرود، حيث لم يتم تسليمها سوى الى المتواجدين بالقرب من الحدود حتى اللحظة.

ونشرت "الهيئة" عبر موقعها إعلاناً، جاء فيه "تبرعاتكم تصلنا ويتم اعادة تعبئتها وتحضيرها ليتم ارسالها من خلال القوات المسلحة الاردنية - الجيش العربي الى الأشقاء في سوريا".

وكانت الأمم المتحدة أعلنت أن عدد النازحين في جنوب سوريا تجاوز 270 ألفاً، مع تكثيف القوات السورية والميليشيات المساندة لها، هجماتها بدعم من روسيا على جنوب محافظة درعا، ما أدى إلى نزوح الآلاف باتجاه الحدود الغربية الجنوبية مع الأردن.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها