مليشيات النظام تُعفّشُ قرى السويداء

لا يحتاج الجندي في قوات النظام لبيئة موالية أو معارضة حتى يفكر بالتعفيش. القرار محسوم لديه، وانتهاك حرمات البيوت والقتل والسلب أصبحت قواعد في ثقافته. فهو سبق وأقسم على حماية الأسد وحرق البلد.

ولم يمضِ أكثر من أسبوع على تصعيد النظام في محافظة درعا، واجتياح العديد من المناطق في ريفها الشرقي، انطلاقاً من ريف السويداء الغربي، حتى انتشرت مظاهر التعفيش بشكل واسع في محافظة السويداء. فلا تكتفي قوات النظام بالتمركز بين منازل المواطنين في ريف السويداء الغربي، وقصف ريف درعا الشرقي منها، وتعفيش ممتلكات المواطنين في القرى التي تم اجتياحها وبيعها لجيرانهم في القرى المجاورة من السويداء، بل تعدت ذلك لسرقة منازل الأهالي في محافظة السويداء أيضاً.

مصادر من قرية تعارة، غربي السويداء، أكدت لـ"المدن" قيام عناصر قوات النظام الذين انتشروا في القرية خلال الايام الفائتة بسرقة ثلاثة منازل لمواطنين نزحوا عنها بعد تصاعد العنف مؤخراً في المنطقة. وأوضح احد أبناء القرية أن عشرات العائلات نزحت من تعارة بعد التصعيد العسكري الأخير. وسُجّلت سرقة لمنزلين بعد يوم واحد من النزوح، وانتشار مليشيات النظام في القرية، الامر الذي دفع بعض أبنائها لتشكيل حراسات ليلية بشكل سري للقبض على اللصوص.

وقال: "في اليوم التالي كنا نقوم بحراسة منازل القرية، ولاحظنا تحركات قرب منزل فايد عزام وهو من ابناء القرية، وعائلته انتقلت إلى بلدة المزرعة بعد الأحداث الأخيرة، وعندما وصلنا إلى المنزل وجدنا ثلاثة عناصر من قوات النظام يقومون بسرقة محتويات المنزل بعدما خلعوا أحد أبوابه". وأكمل: "قمنا بإلقاء القبض عليهم وضربهم بشكل مبرح. كانوا في حالة غير طبيعية، ثملين أو تحت تأثير المخدرات. قمنا عقبها بالاتصال بامين الفرقة الحزبية ومختار القرية لكنهم أخلوا بمسؤوليتهم. عندها قررنا تسليمهم للضابط المسؤول عنهم علّه يقوم بمحاسبتهم. وعند وصولنا إلى مكان مناوبته وإبلاغه عن الحادثة، اكتفى بالقول: من تراه عم يسرق قوس عليه (أطلق النار عليه). من دون أن يقوم بمحاسبة عناصره بأي شكل من الأشكال".

وتابع المصدر: "مهما حقق جيش هذا النظام انتصارات عسكرية على الأرض. وحتى لو استعاد جميع ارجاء الوطن. فسيبقى هذا الجيش بنظر السوريين بمختلف انتماءاتهم جيشاً من قطاع الطرق واللصوص. مفهوم حماة الديار سقط منذ اليوم الأول الذي تحركت فيه دبابات هذا الجيش لقمع الشعب".

وتشير مصادر متقاطعة لـ"المدن" إلى أن أسواق التعفيش انتشرت بشكل واسع في محافظة السويداء، خصوصاً في قرى المحافظة الشمالية الغربية المحاذية للمناطق التي سيطر عليها النظام في اللجاة. ويقوم عناصر النظام في تلك القرى ببيع ممتلكات معفشة من درعا، على مرآى الجميع وفي الشوارع والساحات الرئيسية.

وانتشرت هذه الظاهرة بشكل واسع في مدينة السويداء، وتقوم قوات النظام ببيع مسروقاتها من مواشٍ واثاث منازل إلى بعض المحال التجارية في المدينة. وفي قرية الصورة الصغيرة شمالي السويداء، حاولت مجموعة من قوات النظام سرقة مزرعة على أطرافها، لكن بعض الأهالي تمكنوا من رصد المجموعة واطلاق النار عليها، قبل أن تفر من المنطقة. وعند إبلاغ الضباط المسؤولين عن عناصر النظام في القرية، لم يحركوا ساكناً.

وقبل أيام قليلة ذكرت "شبكة السويداء 24" أن سيارة في رتل عسكري تابع لقوات االنظام دهست مواطناً على طريق السويداء-سليم، وأكملت مسيرها من دون أن تسعف المصاب الذي مات نتيجة التأخير في إسعافه إلى المستشفى.

ممارسات قوات النظام خلال أسبوع واحد بعد دخولها إلى المنطقة، دفعت العديد من أهالي السويداء التي بقيت محايدة منذ بداية الثورة، للتساؤل: "ماذا كان سيفعل بنا جنود الأسد لو خرجت السويداء عن سيطرتهم ودخلوها؟".