السبت 2018/06/23

آخر تحديث: 20:38 (بيروت)

صفقة القرن على نار حامية.. تواجهها السلطة وحماس وعمان

السبت 2018/06/23
صفقة القرن على نار حامية.. تواجهها السلطة وحماس وعمان
كوشنر سيلتقي نتنياهو مرة ثانية والهدف صفقة القرن (Getty)
increase حجم الخط decrease
يعقد مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، ومبعوثه لعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، اجتماعاً ثانياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث صفقة القرن.

وكان المبعوثان الأميركيان قد التقيا نتنياهو، الجمعة، لأربع ساعات، بحضور السفير الأميركي في تل أبيب ديفيد فريدمان، والسفير الإسرائيلي في واشنطن رون دريمر. بعد سلسلة لقاءات عقدها الثنائي الأميركي مع زعماء عرب في الرياض وعمان والقاهرة والدوحة.

وقالت صحف إسرائيلية إن جولة كوشنر وغرينبلات مرتبطة بصفقة القرن التي تعمل عليها إدارة ترامب لمعالجة الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على عكس البيانات التي تصدر عن البيت الأبيض والتي تقول إن الزيارات تبحث سبل تقديم مساعدات إنسانية للفلسطينيين في غزة، وجهود إدارة ترامب لتسهيل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأشارت صحيفة "هآرتس" إلى قلق بالغ يشعر به الملك الأردني عبد الله الثاني، من الخطة التي يحملها كوشنر إلى المنطقة. وأضافت أن الاجتماع السري، الذي جمع بين الملك الأردني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حمل رسائل قلق عديدة من قبل الملك عبد الله.

ويتخوف الملك عبد الله من أن الخطة التي يحملها كوشنر إلى المنطقة لن تؤدي إلى إحلال السلام، بل يمكن أن تفجر المنطقة بأسرها. وقالت الصحيفة إن العاهل الأردني يتخوف من العلاقة القوية التي تجمع كوشنر مع السعودية، خاصة بعد تقارير نقله لأسرار من داخل البيت الأبيض إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وأوضحت الصحيفة أن كواليس الاجتماعات شهدت محاولات من نتنياهو لإغراء الملك الأردني بضرورة قبول صفقة كوشنر؛ لأن من مصلحة البلدين المشتركة إخراج الإيرانيين من جنوبي سوريا.

لكن العائق الرئيسي أمام قبول الملك عبد الله لتلك الصفقة هو مسألة قبول الفلسطينيين بأبو ديس عاصمةً لدولتهم بدلاً من القدس الشرقية، في مقابل انسحاب إسرائيل من نحو 5 قرى وأحياء عربية شرق القدس وشمالها، لتصبح المدينة القديمة بين يدي الحكومة الإسرائيلية، بحسب الصحيفة. وأضافت أن وادي الأردن سيكون تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، علاوة على أن الدولة الفلسطينية ستكون من دون جيش ومنزوعة السلاح ومن دون أي أسلحة ثقيلة.

وقالت إن مصدر قلق الملك الأردني هو أن بنود الخطة لن يقبل بها الفلسطينيون، وأنها ستضع موطئ قدم قوي للسعودية ودول الخليج، ما يمكن أن يمثل ضربة لمكانة الملك عبد الله، الذي يظهر كمدافع وراعٍ للأماكن المقدسة في القدس.

الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة انتقد، السبت، مساعي واشنطن للبحث عن بدائل للسلطة، معتبراً أنها تجري وراء وهم؛ وأنها تهدف لشق الوطن الفلسطيني لمنع قيام دولة فلسطينية. وقال في تصريح، إن "الجولات الأميركية المتعددة للمنطقة، واستمرار البحث عن أفكار أو الإعداد لصفقة أو خطة، متجاوزة القيادة الفلسطينية، لن تؤدي سوى إلى طريق مسدودة".

وأضاف أبو ردينة أن "على الوفد الأمريكي التخلص من الوهم القائم على إمكانية خلق حقائق مزيفة، من خلال مناورات سياسية تسوق لتلك الأوهام، وتحاول تزييف التاريخ". وتابع: "السلام الحقيقي يتطلب الالتزام بقرارات الشرعية الدولية القائمة على مبدأ حل الدولتين، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، من خلال وضع آلية دولية تعيد التوازن والثقة بإمكانية العودة إلى مسار السلام الصحيح".

من جهته، اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" حسام بدران، أن الجولات الأميركية المتعددة للمنطقة "محكوم عليها بالفشل بسبب الانحياز الأمريكي المطلق لدولة الاحتلال على حساب الحق الفلسطيني". وقال في بيان، السبت، إن الحركة "ترفض كل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها ما يسمى بصفقة القرن".

ولفت إلى أن استمرار مسيرات العودة "تأكيد على تكاتف القوى الفلسطينية وتعاضدها في الميدان رغم ما ينشأ من احتكاكات وخلافات بين القوى والأحزاب السياسية". وتابع أن "استمرار المسيرات تؤكد تصميم الشعب الفلسطيني وإصراره على المضي في نضاله لتحقيق أهدافه العادلة بكل الطرق والوسائل".

من جهتها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إن إدارة ترامب على وشك إطلاق مقترحها للسلام خلال أسابيع، مشيرةً إلى أن الموضوع تأخر بسبب أشهر من المقاطعة الفلسطينية؛ احتجاجاً على سياسة ترامب. ونقلت عن مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية قوله، إذا "لم يقم الرئيس محمود عباس بقراءة المقترح، وإذا استمر في اللغة التي يستخدمها في العلن، مثل قوله إن أميركا لم تعد وسيطاً.. عيب عليه.. فكيف يمكن لذلك أن يساعد الشعب الفلسطيني؟".

وأضافت الصحيفة أن قرار ترامب إطلاق خطته من دون أن يكون هناك مؤشر بأن عباس سيقبل بها، يعني أن إدارة ترامب تنظر لما بعد الزعيم الثمانيني. وقال المسؤول الكبير إن جزءاً من استراتيجية أميركا هو تجاوز الحرس القديم لتسويق الخطة. وأضاف "هذا لا يعني أننا سنستطيع حل العملية السلمية.. ففي المحصلة إن لم نستطع حل مسألة القدس والأمن فلن يكون هناك اتفاقية سلام، لكن ما يمكن أن يحصل هو تحسين لحياة الناس".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها