الخميس 2015/01/01

آخر تحديث: 15:59 (بيروت)

الأسد أكل بطاطا مسلوقة وبندورة في جوبر.. أم الزبلطاني؟

الخميس 2015/01/01
الأسد أكل بطاطا مسلوقة وبندورة في جوبر.. أم الزبلطاني؟
ناشطون كذّبوا صحة الصور وقالوا إنها التقطت في حي الزبلطاني أمام مديرية نقل دمشق
increase حجم الخط decrease

على مشارف الساعات الأخيرة من العام 2014، بثّ إعلام النظام السوري تقارير مصورة قال إنها لجولة قام بها الرئيس السوري، بشار الأسد، في حي جوبر الدمشقي، تظهره وهو يمازحهم، ويأكل معهم وليمة العام الجديد، المكونة من البطاطا المسلوقة والبندورة، وذلك في سياق تشجيع قواته والتأكيد على انهم تمكنوا من اقتحام الحي؛ إلا ان الناشطين السوريين تمكنوا من إثبات كذب وسائل إعلام النظام حيث الصور التي بثت لم تكن داخل الحي بل على أطرافه وتحديداً في منطقة الزبلطاني المتاخمة للحي من جهة الغرب، واعتمد الناشطون في تكذيبهم لزيارة الأسد على لافتة ظهرت في خلفية الصور التي بثها الإعلام السوري للزيارة، وتشير إلى "مديرية نقل محافظة دمشق"، وهي تقع في حي الزبلطاني.

وبحسب ما أكد الناشط الإعلامي لـ"المدن"، أمير الشامي، فإن قوات النظام: "لم تتقدم شبراً واحداً في جوبر، والدليل على ذلك تلفيق النظام كذبة اعلامية بزيارة الأسد للمنطقة بسبب الخسارة الكبيرة التي حلت بقواته صباح الأمس في محاولتها لاقتحام الحي والتقدم".


ويتقاطع كلام الشامي مع تأكيدات العديد من المكاتب الإعلامية في جوبر، التي تقول إن قوات النظام لم تتقدم داخل الحي، مشيرة إلى ضراوة المعارك وإصرار قوات الأسد، بمشاركة ميليشيات أبو الفضل العباس وحزب الله على اقتحام الحي والسيطرة عليه.


وبحسب احد الناشطين الاعلاميين في حي جوبر، فإن احتدام المعارك دفع بالتشكيلات المقاتلة داخل حي جوبر، إلى الإعلان عن توحدها تحت مسمى "جند العاصمة". وقال بيان مقتضب نشر على صفحة "جند العاصمة" على موقع فيسبوك: "قال تعالى: (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص). تأكيداً لهذه الآية الكريمة وامتثالا لأمر الله تعالى تم ولله الحمد توحد جميع الفصائل العسكرية المقاتلة في حي جوبر على جميع الجبهات، تحت مسمى جند العاصمة".


وتعد جبهة حي جوبر واحدة من آخر الجبهات القريبة من العاصمة دمشق والتي تسيطر عليها قوات المعارضة، التي كانت قد خسرت في وقت سابق سيطرتها على مجموعة من الجبهات الملاصقة للعاصمة، كجبهة المليحة بداية والدخانية مؤخراً، بينما تنوء باقي الجبهات تحت الحصار المحكم والقصف المستمر لقوات الأسد، إذ يتلاصق الحي مع ساحة العباسيين، التي لا تبعد سوى أمتار قليلة عن أحياء التجارة والقصاع في قلب دمشق، كما تمتد الجبهة على مسافات طويلة من المتحلق الجنوبي، الشريان المهم بالنسبة لدمشق.


وتعرض الحي إلى قصف عنيف من قبل قوات الأسد، التي استخدمت كل انواع الأسلحة الثقيلة من صواريخ الأرض- أرض، وغارات الطيران والمدافع الثقيلة، في محاولتها اقتحام الحي من محاور عديدة واستعادة سيطرتها عليه بعد عامين من سيطرة قوى المعارضة على الحي.


وكان شهر آذار/مارس 2013، قد شهد اقتحام قوات لواء "الحبيب المصطفى"، بالتعاون بداية مع لواء "سيف الإسلام" التابع لـ"جيش الاسلام" بقيادة زهران علوش، من جهة بلدة زملكا جنوب حي جوبر؛ وخلال بضعة أيام كانت قوات المعارضة قد تمكنت من السيطرة على مجموعة من الحواجز التابعة لقوات الأسد، التي كانت تنتشر على المتحلق الجنوبي فاصلة بين حي جوبر من جهة، وبلدتي عين ترما وزملكا من جهة ثانية، بينما لم تتمكن من السيطرة على الحاجز المعروف بحاجز "طعمة" والمتواجد في آخر حي جوبر من جهة زملكا. 


في تلك الأثناء، أتى اقتحام حي جوبر في سياق محاولة قوى المعارضة التقدم باتجاه عمق دمشق، باعتبار الحي يشكل احدى البوابات المهمة والاستراتيجية باتجاه وسط العاصمة، بيد أن قوات المعارضة والتي ضمت العشرات من أقوى التشكيلات العسكرية مثل "فيلق الرحمن" ولواء "تحرير الشام" و"جيش الاسلام"، إلى جانب "جبهة النصرة"، لم تتمكن من التقدم باتجاه دمشق، وبقيت قواتها مرابطة على حدود الحي مانعة أي محاولات لتسلل قوات النظام.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها