الخميس 2014/08/14

آخر تحديث: 14:54 (بيروت)

داعش تتمدد في ريف حلب الشمالي

الخميس 2014/08/14
داعش تتمدد في ريف حلب الشمالي
وقوع المقاتلين تحت حصار مزدوج، فكيه داعش شمالاً، والنظام جنوباً (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
فاجأ تنظيم الدولة الإسلامية، قوات المعارضة المسلحة، بالهجوم والسيطرة على سبع بلدات في ريف حلب الشمالي، معقل المعارضة المسلحة، في وقت متأخر الثلاثاء. وبدأ الهجوم بتمهيد مدفعي عنيف وقصف بالرشاشات الثقيلة على مناطق المعارضة، حيث استطاعت داعش كسر الحاجز الدفاعي الوحيد في المنطقة، والتقدم خلال ساعات بالسيطرة على مدينة أخترين، وبلدات تركمان بارح والغوز والمسعودية وحردانة.

وتواصلت المواجهات إلى يوم الأربعاء، حيث تمكنت المعارضة من احتواء الهجوم، وتعزيز مواقعها بالقرب من الشريط الحدودي مع تركيا. غير أن التنظيم تمكن من السيطرة على بلدتي أرشاف ودابق، في حين استمرت المواجهات على أطراف بلدة صوران.

تنظيم الدولة أراد إثارة عواطف مقاتليه، فأطلق على المعركة اسم "الثأر للعفيفات". وذلك في إشارة إلى زوجات عناصر داعش، اللواتي يُتهم عناصر الجيش الحر باعتقالهن والاعتداء عليهن إبان بداية المعارك ضد التنظيم قبل شهور، إضافة للثأر لأمير داعش "حجي بكر"،  الذي قتل خلال الاشتباكات في محيط تل رفعت، أثناء طرد التنظيم من ريف حلب الشمالي.

وقبل ساعات من إغلاقها، نشر حساب "ولاية حلب"، الصفحة الناطقة باسم داعش في حلب على موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك"، صوراً تظهر عربة "بي أم بي"، وعشرات سيارات "الدوشكا"، التي قال إن داعش اغتنمتها في الريف الشمالي. إلا أنه كان لافتاً، غياب صور قتلى الجيش الحر والرؤوس المقطوعة التي اعتاد التنظيم نشرها مع كل معركة له.

المعركة الجديدة التي أطلقها التنظيم جاءت بعد فترة قصيرة من سيطرته على اللواء 93 والفرقة 17 في محافظة الرقة، والتي اغتنم خلالها عشرات الدبابات والآليات الثقيلة من قواعد النظام العسكرية.

وينذر تقدم داعش بالخطر لمقاتلي المعارضة، فالمعركة لا تتوقف بخسارة المعارضة سبع بلدات في الريف الشمالي، بل تتعدى ذلك إلى وقوع المقاتلين تحت حصار مزدوج، فكيه داعش شمالاً، والنظام جنوباً. وذلك في حال استطاعت داعش الوصول إلى مدينة إعزاز والشريط الحدودي مع تركيا. مما يعني قطع آخر معبر حدودي بين تركيا وسوريا في محافظة حلب. الأمر الذي يعني خنق المنطقة، التي تعتمد لإدخال المواد الإغاثية والمساعدات على هذا المعبر.

من جهتها، أعلنت فصائل عسكرية في المعارضة، عن إرسالها تعزيزات عسكرية لمواجهة تقدم داعش. وبحسب مصدر عسكري، فإن أرتالاً من ريف حلب الغربي، وصلت إلى المنطقة، وعززت خطوط الجبهة في منطقة صوران وعلى أطراف مدينة مارع. حيث تم تشكيل غرفة عمليات مركزية، تتألف من فصائل أبرزها الجبهة الإسلامية، وجيش المجاهدين، وجبهة النصرة.

معارك الكر والفر في المنطقة مستمرة منذ ثمانية أشهر، فقد تخسر المعارضة قرية، لتستعيد السيطرة عليها في وقت لاحق. غير أن ضراوة المعارك والقصف المكثف بالدبابات والهاون الثلاثاء، "كان غير معتاد"، بحسب وصف أحد سكان بلدة دابق. وأضاف "جميع السكان في القرى القريبة من خطوط المواجهات، نزحوا من المنطقة منذ شهور، إما إلى قرى أبعد، أو إلى تركيا". وتابع "أما مدينة أخترين، وتركمان بارح، فهي بعيدة نسبياً عن خطوط المواجهات، ولم يكن متوقعاً سيطرة داعش عليها بهذه السرعة".

نزح الأهالي من المنطقة، تحت جنح الظلام، وتعذرت معرفة أخبارهم على وجه الدقة في الوقت الراهن. ولا يستبعد احتمال وقوع عناصر من الجيش الحر والأهالي أسرى بيد داعش، لأن الوضع كان فوضوياً وسيئاً للغاية.
increase حجم الخط decrease