الأربعاء 2014/11/12

آخر تحديث: 09:10 (بيروت)

دمشق: هدنة في الغوطة الشرقية وتظاهرات ضد فساد المعارضة

الأربعاء 2014/11/12
دمشق: هدنة في الغوطة الشرقية وتظاهرات ضد فساد المعارضة
ناشطون تظاهروا في مدينة دوما انتقدوا ممارسات فصائل المعارضة المسلحة (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

تتهيأ مدن وبلدات الغوطة الشرقية لعقد هدنة مع نظام الأسد، سبقتها إليها العديد من المناطق الأخرى المحيطة بالعاصمة دمشق، كالقدم ويلدا وببيلا جنوب العاصمة، وحيي برزة والقابون المتاخمين للغوطة الشرقية شمالاً.

وككل مرة، تفتح قضية الهدنة سلسلة من السجالات بين الناشطين، حول مشروعية هذا الخيار، او عدم مشروعيته، وحول إن كان يصب في مصلحة قوى الثورة، ام في مصلحة نظام الأسد.


تعيش الغوطة الشرقية تحت وطأة الحصار المحكم منذ أكثر من عام ونصف العام، وترزح تحت القصف المتواصل من قبل قوات الأسد، على ما يقرب من العامين. وعلى الرغم من كل المحاولات، إلا ان التشكيلات العسكرية المتواجدة في الغوطة، كانت قد فشلت في كسر هذا الحصار، وعجزت عن إدخال المواد الغذائية والطبية إلى المحاصرين.


وكانت قوى المعارضة في الغوطة الشرقية قد خسرت في الأشهر القليلة الماضية، سيطرتها على العديد من الجبهات كمدينة المليحة ومدينة عدرا، وآخرها جبهة الدخانية، وهو ما يشير إلى تراجع خطير على مستوى قدرة قوى المعارضة على الحفاظ على سيطرتها في مدن وبلدات الغوطة الشرقية.


أثارت الظروف القاسية التي يمر بها سكان الغوطة، العديد من ردود الأفعال حيال هذا الوضع المأساوي. وبحسب مصادر "المدن"، خرجت في الأشهر القليلة الماضية العديد من التظاهرات، عبرت عن احتقان شعبي بدأ بالتنامي، ينتقد الفساد المنتشر داخل صفوف التشكيلات العسكرية والمؤسسات المدنية التابعة لها. وهددت تلك التظاهرات بتصعيد التحرك ليطال من مشروعية القادة العسكريين وغيرهم، الذين عجزوا عن أيجاد حلول لما يواجه سكان المنطقة.


وفي مدينة دوما، اكبر مدن الغوطة الشرقية، خرجت، الاثنين الماضي، تظاهرة صامتة نفذها عشرات الأشخاص في المدينة، حملوا لافتات تطالب بإلغاء السجون السرية للفصائل ووقف التعذيب، ومحاسبة "تجار الدم"، وطالبت بكشف مصير أحد خطباء مساجد المدينة، الذي اختطف من قبل جهة مجهولة قبل مدة.


أحد الناشطين في دوما، قال لـ"المدن"، طالباً عدم الكشف عن اسمه إن هذا التحرك البسيط والمطالب بخفض أسعار السلع وانتقاد ممارسات بعض الفصائل العسكرية المعارضة، لن يلبث أن يتوسع ويتفجر عن مطالب اعمق واكثر حساسية، كموضوع القبول بعقد هدنة مع نظام الأسد، أو على الأقل اتفاق لوقف اطلاق النار، وفتح معبر مخيم الوافدين، وهو الممر الوحيد إلى داخل الغوطة.


وأضاف الناشط "هذا التحرك الشعبي في الغوطة يضع القادة العسكريين امام أمرين، اما ان يتابع التصعيد بتحركات سلمية تطالب بوقف اطلاق نار على الاقل، (أو) ان لم يتحقق ذلك، فإن الحراك سيتطور بشكل كبير جدا وبشكل أعنف".


هذا ما تلمسته القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية، بقيادة زهران علوش، والتي نأت بنفسها عن إصدار أي موقف او بيان حيال الهدنة التي يتم الحديث عنها في اوساط ناشطي الغوطة الشرقية، وهو ما فهمه البعض بأنه موافقة ضمنية من قبل القيادة الموحدة لعقد هذه الهدنة ووقف إطلاق النار، الأمر الذي أثار العديد من الانتقادات لها من قبل بعض الأطراف المتشددة، والتي ترى في الهدنة شكلاً من أشكال الاستسلام لنظام الأسد.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها