أجهزة حديثة لمستشفى الحريري: علاج متطور للسرطان بكلفة زهيدة

وليد حسين
الجمعة   2021/06/04
مع تغير سعر الصرف بات المريض يتكبد عشرات الملايين لتلقي العلاج (مستشفى الحريري)
فيما كانت المستشفيات الجامعية في لبنان تخفض ميزانيتها وتصرف موظفيها تزامناً مع الانهيار المالي الذي يعيشه لبنان منذ قرابة العامين، كان مستشفى الحريري الحكومي المنسي لسنوات طوال يتقدم ويتطور. وقد ساهمت جائحة كورونا في جعل هذا المستشفى الأول في لبنان، بعد المساعدات الكثيرة التي وصلت، خصوصاً أنه كان الوحيد الذي تطوع لاستقبال مرضى كورونا، في وقت تمنعت المستشفيات الخاصة، بذرائع مختلفة.

مساعدة سويدية
في آخر المساعدات المهمة التي تلقاها المستشفى تحديث جهاز Linac المتطور، لعلاج مرضى السرطان بالأشعة، من قبل شركة "إيليكتا" السويدية. وشملت المساعدة المقدرة بنحو 400 ألف يورو تحديث جهاز Linac لتطوير أداء تقنيات العلاج الإشعاعي المعدل الكثافة IMRT، والأجهزة والملحقات والبرامج، وتركيب جهاز تقني حديث ثلاثي الأبعاد يعمل على اللايزر لتحديد وضعية المريض وقياس الجرعات الشعاعية للمرضى، بالإضافة إلى استخدام برامج حديثة لتشغيل هذا النظام الجديد، وتدريب جميع الموظفين على تقنية العلاج الجديدة. 

مستشفيان في واحد
وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها معظم اللبنانيين، وبدء المستشفيات الخاصة مرحلة رفض مرضى جميع الجهات الضامنة، بعد ارتفاع سعر صرف الدولار، أتت التحسينات والتجهيزات المتطورة التي حصل عليها هذا المستشفى الحكومي طوال السنتين الفائتتين لتنقذ قسماً كبيراً من اللبنانيين في محتنهم. وبات المستشفى عبارة مستشفيين بعد استحداث أقسام كثيرة لكورونا، التي باتت منفصلة كلياً عن باقي أقسام المستشفى، ومجهزة بطوارئ ومختبرات وتجهيزات. والأقسام العادية باتت مستشفى قائماً بذاته بكل تجهيزاته. 

مواكبة العلاجات المتطورة
وشرح رئيس الفيزيائيين الطبيين والسلامة الإشعاعية في مستشفى الحريري، إبراهيم الدهيني، أهمية هذا التحديث للجهاز الذي يعتبر أكثر التقنيات المتطورة لعلاج الأورام السرطانية. وأوضح في حديث لـ"المدن"، أن هذا الجهاز كان الأحدث في لبنان، عندما استقدمه المستشفى منذ عشرين عاماً. لكن مع تطور العلاج الشعاعي بات بحاجة لهذا التحديث وللأجهزة الأخرى التي تبرعت بها الشركة. وبات يواكب علاج أورام السرطان أسوة بكبرى المستشفيات في لبنان.

ولفت إلى أن تحديث وتعديل الجهاز جعله يتماشى مع أحدث علاجات أورام السرطان بتقنية العلاج الشعاعي المركّز، لعدم إحداث ضرر بالأنسجة غير المصابة بالورم. فالعلاجات السابقة كانت تحدث مضاعفات وضرراً بالأنسجة السليمة، بينما في هذا العلاج يمكن إعطاء المريض جرعات أكبر وبضرر أقل على الأعضاء الجسم السليمة. 

الكلفة المادية
وأضاف، أن لهذا التحديث أهمية مادية كبيرة لمرضى السرطان ولوزارة الصحة. فهذا النوع من العلاج كلفته نحو عشرة آلاف دولار في المستشفيات الجامعية، ويمتد العلاج لنحو شهر ونصف شهر من دون الدخول إلى المستشفى. وزارة الصحة تدفع منها 12 مليون ليرة والمريض ثلاثة ملايين. لكن مع تغير سعر الصرف، بات المريض يتكبد عشرات الملايين لتلقي العلاج. بالتالي، ستوفر الوزارة فرق الكلفة التي تدفعها للمستشفيات الخاصة من ناحية، والمريض الذي لا يستطيع تكبد كلفة العلاج في المستسقيات الخاصة، سيتلقاه بكلفة مادية أقل حتى من ثلاثة ملايين ليرة.