نقابة المحررين تتهم "الصحة" والبزري" بالكذب: أين لقاح الصحافيين؟

المدن - مجتمع
الجمعة   2021/03/05
أُبلغت النقابة بأن "تجهز زنود الصحافيين" في شباط الماضي! (عباس سلمان)
بعد وصول لقاح "فايزر" إلى لبنان استبشر الصحافيون وسائر الإعلاميين بقرب تلقي اللقاح، بعدما أكد وزير الصحة، حمد حسن، أن الصحافيين وضعوا من ضمن الأولويات بعد الجسم الطبي. ووعد خلال إطلاقه حملة التلقيح في مستشفى الياس الهراوي الحكومي، ببدء تلقيح الصحافيين والمراسلين الميدانيين في مطلع الأسبوع الثاني لوصول أول دفعة لقاحات إلى لبنان. وكانت نقابة المحررين أعدت لائحة من نحو 600 صحافي وأرسلتها إلى الوزارة، قبل وصول اللقاحات إلى لبنان.

الوعد الأول 
نقابة المحررين كانت دعت إلى ضرورة تلقي الصحافيين اللقاح ضمن الأولويات، وذلك وفق معايير ​منظمة الصحة العالمية​، على اعتبار أنهم في الصفوف الأمامية لمواجهة كورونا. فتلقت الوعود من وزارة الصحة، عن بدء تلقيحهم في الأسبوع الثاني لبدء حملة التلقيح في لبنان (أي في 22 شباط). ومع ذلك، تريثت النقابة في إبلاغ الصحافيين.

إذاً، لم تبلغ النقابةُ الصحافيين عن بدء حملة التلقيح، إلا بعد تأكيد وزارة الصحة على إدراجهم ضمن الأولويات. حتى أن أحد مستشاري وزير الصحة أبلغ النقابة بأن "تجهز زنود الصحافيين" بدءاً من يوم الإثنين في 22 شباط المنصرم. ورغم ذلك أصرت النقابة على أن لا يكون الأمر مجرد وعد. استمهل المستشار النقابة وعاد إليها بعد عشر دقائق مشيراً إلى أنها تستطيع إصدار البيان وإبلاغ الصحافيين عن بدء التلقيح. وهذا ما حصل في منتصف شباط المنصرم. 

لكن بعدما أبلغت النقابة الصحافيين، عاد وزير الصحة ونكث الوعد، وأعلن أن الصحافيين والإعلاميين ليسوا من ضمن الأولويات، وعليهم انتظار دورهم وفق الأولويات العمرية. وتطورت الأمور وحصلت خلافات كبيرة بين نقابة المحررين ووزير الصحة واللجنة الوطنية للقاحات. 

مشادات كلامية
انزعجت نقابة المحررين من توريطها مع الجسم الصحافي بعد نكوص الوزارة. وأُبلغت بأن ​رئيس الحكومة​ حسان دياب ورئيس اللجنة الوطنية للقاحات ​عبد الرحمن البزري​ رفضا بشكل حاسم وضع الصحافيين من ضمن الأولويات. وقد عقد اجتماع منذ يومين مع وزير الصحة بحضور البزري، علمت "المدن" أن مشادات كلامية حصلت خلاله بينهما وبين وفد النقابة الذي أتهمهما بالكذب. وباتت العلاقة بين النقابة ووزارة الإعلام ووزير الصحة ورئيس اللجنة الوطنية متوترة جداً. وقد تلجأ النقابة إلى عقد مؤتمر صحافي تشرح فيه كل الملابسات. 

أسوة بالوعود التي يطلقها المسؤولون وتبقى مجرد إطلاق كلام في الهواء، نكثوا بالوعود مع الصحافيين، بينما يتلقى النواب اللقاح في المجلس النيابي، رغم أنهم ليسوا من ضمن الأولويات. لذا، قد تلجأ نقابة المحررين إلى القطاع الخاص. فربما يتصدق أحدهم على الصحافيين ويتبرع لهم باللقاحات، بعدما تخلت عنهم مؤسسات الدولة وتركتهم عرضة للإصابة بالوباء خلال تغطياتهم الميدانية. فالنقابة غير قادرة على دفع ثمن اللقاحات، مثل قطاعات مهنية أخرى، بعدما حجزت المصارف على أموالها ولم تحصل على الاعتمادات المالية من الدولة بعد.