اعتداءات وحرق منازل:أربعة قتلى بعملية ثأرية في وادي الجاموس

مرة جديدة، تعود الاشتباكات الثأرية إلى محافظة عكار شمالًا، ليذهب ضحيتها اليوم الثلاثاء في وادي الجاموس نحو 4 قتلى و7 جرحى، بينهم إصابات حرجة، نقلوا جميعاً إلى "مركز اليوسف الاستشفائي" في حلبا.  

وجرى سفك دماء شبان من آل طرطوسي، في عملية ثأرية، على خلفية إشكال سابق، أدى لمقتل شاب من آل السيد على خلفية أفضلية مرور للسيارات.  

وبدأت الاشتباكات ظهر اليوم، بين شبان من آل الطرطوسي وآخرين من آل السيد، وتطور إلى اعتداءات على المنازل، وأضرمت بعضها بالنيران، كما حطمت بعض السيارات، وسط حالة من الفوضى دفعت الجيش للانتشار بكثافة.  

لكن سرعان ما انتقل الإشكال إلى اشتباك بين عناصر الجيش ومجموعة من الشبان المسلحين، أثناء عمليات مداهمة كان ينفذها للقبض على مفتعلي الاشتباك والمشاركة فيه.  

بيان الجيش
وفي السياق، يوضح رئيس بلدية وادي الجاموس خضر عكاري لـ"المدن"، أن الإشكال تطور بسرعة غير متوقعة وصادمة، وأن الجيش سيطر حالياً على الوضع في المنطقة، ويلاحق مطلوبين لإلقاء القبض عليهم.  

وأصدر الجيش اللبناني بيانًا حول الحادثة قال فيه: وقع إشكال في منطقة وادي الجاموس - عكار بين أفراد من عائلتي السيد والطرطوسي، ما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى، وذلك على خلفية إشكال كان قد وقع بتاريخ 17/10/2021 بين أفراد من العائلتين المذكورتين لأسباب ثأرية قديمة.  

وتدخلت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة وعملت على توقيف المتورطين وإعادة الوضع إلى ما كان عليه"، حسب البيان.  

وتسود أجواء التوتر في المنطقة رغم سيطرة الجيش. ويخشى بعض أبناء وادي الجاموس التي تقع بين بلدة ببنين وبلدة القرقف من تداعيات هذه الجريمة، وأن تشكل دافعا لعملية ثأرية أخرى، خصوصاً أن القتلى جميعاً من آل طرطوسي. وثمة ترقب لكيفية التعبير عن الغضب والتوتر أثناء عمليات التشييع غداً، وللملاحقات الأمنية.  

مناشدة من ميقاتي
وناشد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أهالي بلدة وادي الجاموس في عكار "تغليب الحكمة والعقل والتوقف عن اعمال العنف الدموية والثأرية التي لا تفيد بشيء، سوى تعميق الشرخ من دون ان تفضي إلى حل جذري للخلافات القائمة". وتقدم بالتعازي من ذوي الضحايا، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل.

وكان ميقاتي تابع مع قائد الجيش العماد جوزاف عون تفاصيل الاجراءات التي اتخذها الجيش لضبط الوضع وتثبيت الهدوء في البلدة.

ودعا نائب المستقبل محمد سليمان "جميع العقلاء والحكماء في وادي الجاموس لوأد الفتنة وحقن الدماء". كما دعا النائب السابق خالد الضاهر الدولة إلى "القيام بواجبها لضبط الوضع في البلدة"، طالباً "تشكيل لجنة إصلاح من أهل الشرع والحل والخبرة تعمل على تحقيق العدالة وتهدئة النفوس".