يوميات الانهيار: الظلام والبطالة يخيّمان على لبنان
أزمات متوالية
وفي ظل أرقام يمين عن نسب البطالة، وأمام ما يشهده لبنان من أزمة معيشية خانقة، بفعل انسحاق القدرة الشرائية للعائلات، وأمام انقطاع التيار الكهربائي، وما يتهدد اللبنانيين من انقطاع الاتصالات والمواصلات وحتى الاستشفاء، لم ينفجر الشارع غضباً، بل استمرت التحركات المتفرقة التي سرعان ما انطفأت.
مغارة كهرباء لبنان
وإذا كانت الاحتجاجات على انقطاع التيار الكهربائي اقتصرت على المواطنين الذين ضاقوا ذرعاً من الظلام الدامس، خلال الأسبوع الفائت، فنقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان هددت بالتصعيد وبتنفيذ إضراب تحذيري يوم غد الثلاثاء.
وأتى هذا التصعيد بعد التسريبات عن عزم وزير الطاقة ريمون غجر طرح أسماء للهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء، وفق المعايير الطائفية ومن خارج الترشيحات، وتزامناً مع وضع قانون تنظيم قطاع الكهرباء الرقم 462، على جلسة مجلس الوزراء لإجراء تعديلات عليه يوم الأربعاء المقبل.
وأعلنت النقابة بعد اجتماع استثنائي عقدته اليوم رفضها إجراء التعديلات على القانون رقم 462/ 2002 الخاص بتنظيم قطاع الكهرباء، ولا سيما المادة 45 منه، والمتعلقة بحقوق عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان. فإقرار هذه التعديلات ستقضي على حقوق العمال ومكتسباتهم وديمومة عملهم. لذا، قررت النقابة إعلان الاعتصام التحذيري يوم الثلاثاء الواقع في 7 تموز، والتوقف عن العمل ووقف الصيانة والتصليحات، في المبنى المركزي للمؤسسة وكافة مراكزها ودوائرها على الأراضي اللبنانية كافة، على أن يصار بعدها إلى عقد مؤتمر صحافي في حال أقرت التعديلات المطروحة في جلسة مجلس الوزراء غداً، لإعلان الخطوات التصعيدية.
تحركات متفرقة
شهدت بيروت اعتصامات متفرقة مع مطلع الأسبوع الحالي. واعتصمت مجموعة من الناجحين في دورة خفراء الجمارك لعام 2014 أمام مدخل السراي الحكومي، لجهة زقاق البلاط، وطالبوا بالإفراج عن مرسوم تعيينهم.
واعتصم سائقو السيارات العمومية أمام وزارة الداخلية في منطقة الصنائع، وقطعوا الطريق باتجاه سبيرز، وطالبوا بإلغاء رسوم الميكانيك والمعاينة، وتعديل تسعيرة أجرة السرفيس بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، وتخفيض سعر صفيحة البنزين على السائقين. كما طالبوا الحكومة بدفع الـ 400 ألف ليرة شهرياً إلى السائقين وأصحاب اللوحات العمومية، التي وعدتهم بها سابقاً.
ونفذ سائقو الشاحنات التابعين لشركات الإسمنت اعتصاماً في ساحة الشهداء، أمام وزارة البيئة، وأقفلوا الطرق في وسط بيروت، احتجاجاً على عدم السماح لشركة الترابة الوطنية السبع باستثمار المقالع.
صرف الأساتذة
أمام الصرف التعسفي الذي لجأت إليه المدارس الخاصة، بعد تراجع عدد الطلاب المسجلين فيها، نفذت مجموعة "نقابيات ونقابيون بلا قيود" وقفة أمام وزارة التربية في اليونيسكو، والتقى وفد من المحتجين وزير التربية طارق المجذوب، وسلموه كتاباً شكوا فيه الأزمة السياسية والاقتصادية خانقة التي يعاني منها لبنان، والتي حرمت آلاف المعلمين العاملين في القطاع الخاص من الأمن الوظيفي والمعيشي والنفسي. واعتبروا أن ما يتعرضون له اليوم بمثابة مجزرة حقيقية بذرائع شتى وتسميات متعددة: صرف اقتصادي، أو احترازي، أو استباقي. وهي تشكل جريمة موصوفة تآمرت خلالها المؤسسات التعليمية، الدينية والعلمانية على حد سواء، على تجريد طواقم تعليمية من كل حقوقها المكتسبة، وعلى قطع أعناقها بسيف الطرد التعسفي المقنع باستقالات إكراهية.
وطالبوا الوزير بتشكيل محاكم عجلة تربوية لا مركزية، والسعي لتشريع قوانين حمائية، للدفاع عن أكثر من خمس وثلاثين ألف معلمة ومعلم يواجهون، سنوياً، خطر المادة 29 وشبح 5 تموز، وذلك من خلال إلغاء هذه المادة واستبدالها بإلزامية المؤسسة تبليغ من تود صرفه من الخدمة قبل سنة على الأقل، على أن يكون هذا الصرف معللاً ومراقباً قانونياً.
المحامون يعتكفون
تضامناً مع المحامي واصف الحركة توقفت جلسات التحقيق والمحاكمات في قصور العدل، بعد اعتكاف المحامين عن حضور الجلسات استنكارا لما تعرض له الحركة الأسبوع الماضي، وكذلك لما يتعرض له المحامون بشكل عام من تعديات وإساءات.
طرابلس
وفي طرابلس نفذ عدد من الناشطين اعتصاماً أمام مدخل قصر العدل للمطالبة بإطلاق سراح الناشط ربيع الزين ورفاقه، ورددوا هتافات مناهضة للسلطة، ومنددة بسياسة توقيف الناشطين، مؤكدين الاستمرار بتحركاتهم التصعيدية.
وفي صيدا، نفذ ناشطون اعتصاماً أمام قصر العدل رافعين لافتات تطالب بإقرار قانون استقلالية القضاء ومحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة. وطالبوا القضاة بفتح ملفات الفساد والبدء بالمحاسبة.