كورونا في الجنوب: الشائعات تتفشى كوباء اجتماعي

حسين سعد
الجمعة   2020/02/28
تعقيم للصفوف والممرات ودورات المياه وحتى حافلات النقل (المدن)

"مسؤول كبير في وزارة الصحة يؤكد أن فيروس كورونا انتشر في قرية دبعال الجنوبية، وإن عدد الإصابات كبير. يُنصح بعدم التوجه إلى دبعال".

هذه الشائعة التي نشرها أحد أبناء القرية، وسرت مثل النار بالهشيم على مواقع التواصل، شغلت كل المعنيين والعاملين في المجال الصحي والسياسي والحزبي، من أجل دحضها. خصوصاً، في ظل الهلع الذي يصيب المواطنين من أبناء المنطقة، الذين تكثر زياراتهم الدينية والتجارية إلى دول موبوءة بـ"كورنا"، ومنها إيران على وجه التحديد والصين وكوريا الجنوبية وسائر الدول التي أعلنت وجود إصابات بهذا الفيروس فيها.

ليس من فراغ
كل ما في أمر هذه الشائعة، حسب بعض أبناء القرية الصغيرة، الواقعة شرق صور، أن شباناً من القرية هم جزء من فرقة "الرضوان" الإنشادية، التابعة لحزب الله، كانوا في إيران للمشاركة في فعاليات ثقافية. وعادوا قبل أكثر من شهر ونصف الشهر، ولم يكن يوجد حينها أي أثر لـ"كورونا" في إيران.

فرقة الرضوان أثناء رحلتها الإيرانية

لكن هذا الشائعة، وفق مصادر طبية، لم تأت من فراغ. فواحد من أبناء القرية عاد من إيران مؤخراً، وهو موجود في العزل في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، بناء لرغبته، وهناك اثنان آخران ينفذان عزلاً منزلياً طوعياً، على أساس التعليمات الصادرة من وزارة الصحة، القاضية بالحجر المنزل 14 يوما. ونتائج فحوصات هؤلاء سلبية.

مدارس وبلديات
الإجراءات الاحترازية والتدابير في مناطق الجنوب مستمرة. فالمدارس الرسمية والخاصة، ترسل يومياً تقريراً بالخطوات التي تنفذها المدارس، وتتمثل بأعمال التعقيم للصفوف والممرات ودورات المياه وحتى حافلات النقل، إضافة إلى استخدام المدرسين للكمامات، وطلبها لأولياء الأمور عدم إرسال أولادهم إلى الدوام المدرسي، في حال ظهور أي علامات انفلونزا، لتجنب هذا الوباء الذي يقلق الناس، ويعكس نفسه على يومياتهم.

وإلى جانب ما تقوم به المدارس تنشط طبابات الأقضية والبلديات والمؤسسات والجمعيات الأهلية، بمن فيهم "حراك دوار العلم" في صور بإقامة الندوات والمحاضرات، التي يتم في خلالها شرح وباء كورونا وكيفية اتخاذ الإجراءات الرادعة، وعلى رأسها النظافة، وعدم الاستخفاف بهذا الوباء، والحفاظ على الأمن الصحي، تزامنا مع إرسال متكرر للإرشادات إلى المواطنين، عبر كافة أنواع التواصل الاجتماعي.

إجراءات إضافية
على ضوء هذه الوضع الطارىء والمفتوح، مع ظهور إصابات جديدة، مصدرها البلد نفسه (إيران)، تتسع رقعة الخوف. فقد بات المواطنون مقتنعين راهناً، بعدم التوجه إلى البلاد الموبوءة، سواء لقضاء فرائض دينية أو أعمال تجارية. وحتى أنهم يتجنبون الالتقاء بالقادمين من "دول الكورونا"، على وقع حملات "النكات والمقالب" التي يتبادلونها بواسطة رسائل الواتس اب .

وتزامناً مع الخطوات الاحترازية المحلية، لا تزال وحدات قوات الأمم المتحدة المؤقتة "اليونيفيل"، خصوصاً منها الصينية والكورية الجنوبية والإيطالية، تحافظ على الوتيرة ذاتها من الإجراءات التي بدأتها منذ أكثر من أسبوع، لناحية التخفيف من الاختلاط والتواصل مع السكان المحليين، والعزوف راهناً عن أعمال الطبابة الأسبوعية في مستوصفات البلديات التي تعمل ضمن في نطاقها.