زينب حدرج: الشغف بالرسم منذ الطفولة

نيكول طعمة
الإثنين   2018/09/03
متعطشة دوماً للرسم وللفن الذي لا حدود له
هل وُلِد معها فنّ الرسم، أم هي التي جبلته ونفخته في روحها؟ إنها الرسامة، زينب حسن حدرج، (21 عاماً)، خريجة الجامعة اللبنانية الدولية LIU- صور، في اختصاص Graphic Design، شغوفة بالفنون منذ الطفولة، بأشكالها وأنواعها كلها وتحديداً الرسم، لا تترك مساحة بيضاء من دون أن تحوّلها إلى لوحة فنيّة نابضة بالحياة والجمال.

تعمل حدرج لدى إحدى الشركات المتخصصة بالتصميم، وتروي مشوارها مع الرسم إلى "المدن": "أستمتع بالرسم وأصل إلى حد الإبداع في الحالات التي أكون فيها حزينة أكثر مما أكون فيها سعيدة. وقد تجلى ذلك في المرحلة التي أصبحت فيها وحدي في المنزل نتيجة زواج بعض اخوتي وسفر البعض الآخر. فكان الرسم ملجأي الوحيد الذي من خلاله أُحوّل ما أُفكّر وأشعر به إلى لوحة فنيّة أو شخصية- بورتريه تجسّد الواقع أو الحالة النفسيّة التي أنا فيها، عبر مزج الألوان ونسج الخطوط وغير ذلك".

تضيف أنها أحبّت الرسم منذ الصغر، ومارسته بدايةً على القماش، الكرتون، الورق، ثم الجرار، الحجارة، الجدران، الزجاج والقوارير على أنواعها، وراحت تحول هذه القطع إلى شبه تحف فنيّة. "ووصل بي الأمر إلى الرسم على جسم الإنسان الذي يشمل اليدين، الرجلين، الأصابع والوجه، لأننا بامكاننا تسخير الفن في تجميل بدن المرء ومن خلاله تفجير كل ما هو حبيس في داخله".

بريشتها و"التكنيك" الخاص بها ترسم حدرج لوحاتها الفنيّة بأحجام مختلفة وأشكال متعدّدة مستخدمة قلم الرصاص وسيلة تقليدية بدائية، ثم طوّرت أسلوبها إلى التلوين الزيتي، التلوين المائي، التلوين بالتنقيط والأكريليك الممزوج بالماء. تخبر أنها مولعة برسم لوحات تجسّد مشاهد الطبيعة اللبنانية الجميلة ومناظرها الخلاّبة، واهتمت بحالات الرجل في رسومها وبكل ما يخص المرأة العربية المنتفضة على واقعها.

متعطشة دوماً للرسم وللفن الذي لا حدود له، وفق تعبيرها. تستغل حدرج وقت فراغها وتجنّده لرسم شخصيات معروفة أو أخرى تزعجها، تقول: "حين كنت في المرحلة الثانوية تطوّعت مع جمعيات عدّة في الرسم على جدران بعض المدارس وتزيين جدران في شوارع بيروت، وشاركت في معارض عديدة، حضرت فيها لوحاتي الزيتية وأعمالي الفنيّة المتنوّعة". وتشير إلى مجموعة من الرسومات الانفعالية التعبيرية تحتفظ بها في منزلها. 


وبناءً على طلب من جامعتها، شاركت حدرج قبل ثلاثة أشهر بالتعاون مع الكتيبة الكورية في قوات الطوارئ العاملة في الجنوب، في احتفال فني خاص باليوم التصميمي- اللبناني- الكوري في الجامعة، "الهادف إلى الدمج بين الحضارتين اللبنانية والكورية من خلال الرسم على الجسم"، تقول، فأبدعت بما قدمته من نماذج جسّدت رسومات شخصيات على الوجه على أساس الألوان والأشكال التي يتميّز بها كل من البلدين.

لا تكتفي الشابة الموهوبة بالرسم اليدوي أو التقليدي، بل ابتكرت أسلوباً خاصاً بها عبر برنامجي Photoshop وIllustrator. تطمح حدرج إلى تطوير فنّها بالسبل المتاحة لتتماشى مع العصر الحديث، على أمل أن يتخطى ما تقدّمه من أعمال حدود وطنها ليصل إلى العالم بأكمله.