عين المريسة بحلة جديدة:جائزة إبداع لطلاب من الأميركية

علي زين الدين
الجمعة   2018/06/29
يهدف المشروع إلى تخفيف ازدحام السير والتلوث

صمم فريق من طلاب الهندسة المدنية في الجامعة الأميركية في بيروت، في اطار مشروع التخرج، تخطيطاً مدنياً جديداً لكورنيش عين المريسة يمتد من تقاطع جامع عين المريسة حتى تقاطع ملعب الرياضي في المنارة، يتضمن تصميماً للطرقات، الكورنيش، شارات السير والممرات.

اختير كورنيش عين المريسة نسبةً لتنوع أساليب النقل على هذا الخط، وتعدد النشاطات التي يمارسها الناس فيه. ما يجعله مناسباً لهذا النوع من المشاريع ويفسح المجال لتطبيقه على طرقات أخرى. يتطرق المشروع إلى إشارات السير، إذ قام الفريق بابتكار نظام لدورات الشارات على التقاطعات وفق معدلات ضغط السير عند كل إشارة. ويمكن احتساب هذه المعدلات بسهولة من طريق وضع أجهزة استشعار على الشارات. كما يمكن من خلال هذا المشروع تفادي انتظار شارات السير لبعض الخطوط التي لا تمر عليها السيارات في بعض الأوقات، من خلال وضع أجهزة استشعار أيضاً. ويقترح الفريق زيادة خط للمتجهين نحو اليمين أو اليسار عند شارة السير بهدف التخفيف من الازدحام.


"الهدف من المشروع هو التوصل إلى تنظيم مدني للشوارع يخفف من ازدحام السير والتلوث"، تقول منى سيف الدين، وهي أحد أعضاء الفريق لـ"المدن". تضيف: "نهدف إلى جعل الشوارع ملائمة لمختلف المارة، ولأصحاب الاحتياجات الخاصة والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية". يسعى المشروع إلى تطبيق نموذج الشارع المتكامل، باقتراح توسيع الرصيف بشكل بسيط وتخفيف السرعة إلى 40، لتسهيل عملية قطع الطريق على المارة. ويطرح وضع شارات صغيرة عند تقاطع المرور الخاص بالمارة لتنبيه السائقين، مع علو مناسب لمستخدمي كرسي المقعدين. بالإضافة إلى ذلك، يقترح الفريق وضع تحذيرات قابلة للكشف من المكفوفين للتنبه من العقبات، مثل الأشجار وجغرافية الطرق من تقاطعات، ممرات وشارات. ويوصي بتحديد خطين في اتجاهين لمستخدمي الدراجات، حيث لم يجد الفريق أي تأثير لوضع هذه الخطوط على تدفق المارة. ونصح الفريق بإزالة الحفر التي يمكن أن يقع فيها المكفوفون وصيانة الرصيف الحالي الذي يشكل خطراً على مستخدمي الدراجات وكراسي المقعدين.

"قررنا من خلال مشروعنا الالتفات إلى جميع الفئات المستفيدة من هذه البقعة الجغرافية. ويشكل الصيادون فئة واسعة من هذه الفئات، إذ خصصنا أماكن للصيادين تأتي على شكل جسر خشبي يقف عليه الصيادون لتفادي خطر التسلق على الصخور"، يقول هوسيب ابكاريان، وهو أحد أعضاء الفريق. وتمت دراسة احتمالية وضع ألواح طاقة شمسية، وفق هوسيب، ووقع الاختيار على الباحة المقابلة لتمثال الرئيس جمال عبدالناصر، بسبب تعرضها لأشعة شمس قوية. يقترح الفريق أن تكون هذه المساحة محطة للطاقة، بالإضافة إلى محطة لانطلاق الباصات.


بالإضافة إلى تنظيم عملية النقل والكورنيش، عمل الفريق على احتساب نسب التلوث في الجو في مختلف أوقات اليوم، بالتزامن مع أوقات الازدحام. وتم احتساب هذه النسب على مدار السنة ومع تغير الفصول بالمقارنة مع أحوال الطقس. واستطاع الفريق الخروج ببعض التوصيات للمارة الذين يعانون مشاكل صحية بشكل عام ومشاكل في التنفس بشكل خاص، ومنحهم الأوقات المناسبة للمشي على الكورنيش.

يتألف الفريق من منى سيف الدين، هوسيب ابكاريان، يوسف فرحات، جهاد ياسين وفاطمة يونس. وفاز الفريق بالمركز الأول من جائزة ابداع. ولقى المشروع اعجاب مركز المشاركة المدنية في الجامعة الأميركية في بيروت، الذي عمل على إعادة تصميم شارع جان دارك المجاور للجامعة في وقتٍ سابق. "نسعى إلى تقديم المشروع لبلدية بيروت، على أمل تطبيقه بشكل كامل، أو تطبيق بعض جوانبه"، تقول سيف الدين. تضيف: "لا يمكن أن تكون كلفة المشروع عائقاً أمام تطبيقه، إذ من الممكن تطبيق بعض جوانبه من دون الأخرى وبكلفة متدنية جداً".