LAU: هذا ما تفعله "الموجة الجديدة" في الأزياء

ميريام سويدان
الجمعة   2018/06/22
رحلة في الثمانينات في لندن وبرلين (ريشار سمور)

شكّل المصمم العالمي إيلي صعب ورقة رابحة لقسم تصميم الأزياء في الجامعة اللبنانية الأميركية، التي احتفلت بتخريج دفعتها الثانية من برنامج تصميم الأزياء 2018، بالتعاون مع جامعة لندن للأزياء، مساء الخميس في 21 حزيران 2018، في كرخانة الحرير في بيروت.

هذه الكلية التي أطلقت 16 مصممة أزياء إلى سوق العمل في السنة الماضية، خرّجت هذه السنة دفعة ثانية ضمت 14 مصممة ومصمماً، سيكون صعب بوابة عبورهم نحو النجاح والاستمرارية، في احتفالٍ تحت عنوان "الموجة الجديدة"، المستمد من فترة الثمانينات في لندن وبرلين، والذي يقدّم تصاميم طلاب "عاشوا في لبنان، وعايشوا أزماته المتلاحقة"، وفق ندى طرباي، مسؤولة العلاقات العامة في الجامعة، التي تؤكد أن العرض ليس عادياً، بل نقلة نوعية في عالم الموضة.

أنيس عزالدين: إسقاط الميول الجنسية على التصاميم
يؤكد أنيس عزالدين سعيه الدائم إلى عكس حقوق المثليين جنسياً ودعم المساواة الجندرية في تصاميمه. فقد استوحى عزالدين مجموعته من حياته الجنسية الماضية والحاضرة، مجسّداً ذلك في "إيروس"، وهو رجل إنفعالي وعدواني، عاش في زمن الإغريق، ولم تكن تحدد الرغبة الجنسية حسب الجندر، بل حسب الدور الذي يلعبه الفرد في العلاقة الحميمية. وفي ليلةٍ يسمع الأخير صوت طفلٍ يبكي خلف بابٍ خشبي ملطخ بالدماء، يسرع ليساعده، فيجده محملاً بالآثام. عندها يتعرف إلى الصورة المصغرة عن "إيروس"، ويتصالح مع حياته الجنسية، بعدما أدرك أنه لم يكن سوى أداة لتمثيل الذكورية.

يؤكد عزالدين لـ"المدن" أنه حاول كسر الصورة النمطية للملابس ذات الطابع الجنسي، التي تعتبر "تابو" في المجتمع، كالجلد والحبال والأقمشة اللماعة، مستخدماً إياها في مجموعته، وتحديداً جلد الأفاعي، للدلالة على شرّ المجتمع. كما لجأ إلى الألوان الداكنة، وانتهى باللون الأبيض، مرحلة التصالح مع الذات.

سارة الزايد: تصاميم مستوحاة من البيت الجبليّ
شكلت قرية سارة الزايد الحافز الأساسي لها في تصميماتها. فقد قدّمت 10 قطع تحت عنوان "Rhiza"، أي الجذور، المستوحاة من الهندسة اللبنانية القديمة، وربطتها مع مظهر المرأة المعاصرة اللبنانية. وقد استخدمت زايد الألوان الترابية، كالبني والبيج للتعبير عن جوهر الأرض. ولجأت إلى الأقمشة المنتفخة للدلالة على الحجر القديم، الذي يذكرها ببيتها القروي.

ديالا دبّوس: سندريلا بصورة رجل
تهدي ديالا مجموعتها لكل شخص يناضل يومياً من أجل الحياة. وقد استمدت تصاميمها من الملاكم الأميركي جيم برادوك (1905-1974)، الذي عاش معظم أيام حياته يعمل لجمع ثمن طعام لأطفاله، إلى أن أتته الفرصة ذات مساء لمبارزة ملاكم آخر، وبعدها حصل على لقب "بطل العالم للوزن الثقيل".

استخدمت دبوس الألوان الداكنة للأيام الصعبة في حياة الملاكم، والمشرقة للانتصار المحقق، مقدمة بذلك وجهين مختلفين للحياة، وإلهاماً كبيراً للفرد. وأطلقت على مجموعتها اسم "سندريلا الرجل"، لصفة مشتركة تجمع بين برادوك وسندريلا: الفرصة في المساء.

ليا ماريا نحاس: "عزيزي حبيب"
قدمت نحاس مجموعة مؤلفة من 9 قطع موجودة في خزانةٍ شخص لا تعرفه في العام 1950. هو جدها حبيب، الذي خطفه الموت بعد زواجه من جدتها روز، التي تحدثها عن صفاته وأفعاله دائماً، حتى دفعها شغفها لتخيّله، وإحياء ذكراه في "الطريقة التي تبرع بها"، كما تقول. تضيف: "بعد انتهائي من تنفيذ التصاميم، شعرت أنني التقيت به".

سارة صيفي: عن الحجاب والتنمّر
لجأت سارة إلى مجموعة "ممفيس" الهندسية الإيطالية، التي ظهرت في الثمانينات وغيّرت الصورة النمطية للديكور، للتعبير عن وجهة نظر خاصة. هذه المجموعة التي استخدمت المعدن الرخيص والألوان الصارخة غير المتناسقة، تلقّت العديد من الانتقادات، لأنها مختلفة فحسب.

"وكذلك أختي نجاة"، تقول صيفي. فنجاة هي فتاة محجبة تتلقى كثيراً من الانتقادات اللاذعة في محيطها. لذلك، عمدت المصممة إلى إيصال رسالتين من خلال تصاميمها: الأولى إلى المجتمع، لتقول إن الحجاب هو طريقة تعبير. والثانية إلى أختها لتقول لها: أنتِ جميلة.