هل فقدت شيئاً؟.. ابحث عنه في هذا الموقع

مريم سيف الدين
الأربعاء   2018/04/04
صاحب الموقع لا يحتفظ بالأغراض التي وجدت (علي علوش)

على صفحات فايسبوك تسويق لصفحة إسمها Lost and found Lebanon، التي تروج لموقع الكتروني بالاسم نفسه. فكرته شبيهة بفكرة أحد المواقع اليابانية، الذي كانت تنتشر أخبار عنه لتصف اليابان بأنه البلد الذي لا يفقد فيه شيء. إذ يمكن لأي كان أن يبحث عن مفقوداته على هذا الموقع، لأن من سيعثر عليها سيعلن ذلك فوراً على الموقع نفسه. ورغم عدم جواز المقارنة بين لبنان واليابان، يبقى المشروع فكرة جيدة في حال أحسن تطبيقه.

يقول عبد المولى التنير، مؤسس الموقع، لـ"المدن"، إن الفكرة راودته لأنه يضيع دائماً أغراضه من دون أن يعلم أين يجدها أو أين يمكنه البحث عنها. لذلك، قرر إنشاء موقع، ليكون بمثابة المكان الذي يمكن لمن يضيع أي غرض أن يبحث فيه عنه. ويشكل الموقع منصة تسمح لمن يجد أي غرض بالإعلان عما وجده وفي أي مكان. ويسمح لمن فقد الغرض البحث عنه على الموقع نفسه.

وعن قانونية الفكرة، يشير التنير إلى أنه استشار محامي وأبلغه أن الفكرة غير مخالفة للقوانين. كما أنها لا تشكل تعدياً على صلاحيات قوى الأمن الداخلي، خصوصاً أنه لا يحتفظ بالأغراض، إنما تبقى لدى من يجدها إلى حين استلام صاحبها لها، إلا في حال قرر صاحبها توكيل التنير باستلامها عنه. ولحماية عملية تسليم وتسلم الموجودات، على الطرفين تسجيل دخولهما إلى الموقع وإظهار هويتهما الكاملة وعنوان السكن ورقم الهاتف والصور. ما يمنع أي محاولة غش.

ومن أجل حماية صاحب الموقع، ومن يجد الأغراض، من أي اتهام قد يطالهما، على من يريد استلام أغراضه أن يوافق على الإستلام مهما كانت حالة الغرض. فمثلاً إن فقد أحدهم جزدانه، وأعلن شخص آخر أنه وجده، فعلى صاحبه الموافقة على استلامه من دون اتهام من وجده بسرقة المال في حال فقد المال منه.

ومهما بدا المشروع مفيداً، خصوصاً لمن يعاني من النسيان وفقدان أغراضه، غير أن الواضح من كلام التنير، الذي يصف نفسه بفاعل خير، أن الهدف الأساسي من مشروعه محض تجاري.

فالتنير العائد من بلاد الغربة، وجد في فكرة الموقع مشروعاً يحقق له الكسب المادي. وذلك من خلال القيام بتوصيل الأغراض لمن فقدها ولا يرغب باستلامها بنفسه، ربما خوفاً من احتمال استدراجه، فيقوم التنير بالمهمة لقاء مبلغ 20 دولاراً داخل بيروت وأكثر خارجها. كما يطمح إلى أن يحقق موقعه شهرة ترفع عدد زواره فتحوله منصة تجذب الإعلانات المدفوعة. وبهدف رفع عدد الزوار يفكر بدفع مبالغ تراوح بين 5 و30 ألف ليرة، كمحفزات لمن يعلن عبر موقعه عن إيجاده غرضاً ضائعاً، كي يقوم بتسويق الموقع بين معارفه.

صاحب الموقع، الذي أخبرنا بنفسه عن غاياته هذه، يتحدث عن هدف آخر يتحفظ عن إعلانه الآن. وإذ يبدو واثقاً جداً من استثماره غير المضمون، يبقى الثابت أن لبنان ليس اليابان.