الراعي يتهم مجلس النواب بالتلاعب.. وعودة يصف "التوافق" بالتكاذب
التلاعب في مجلس النواب
وسأل الراعي في عظته: "لماذا إقفال الدورة الأولى بعد كل اقتراع في مجلس النواب وتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية في الدورة التالية خلافاً للمادة 55 من النظام الداخلي لمجلس النواب؟". وقال الراعي: "لا يستطيع مجلس النواب مواصلة التلاعب والتأخير المتعمد في انتخاب الرئيس". وتوجّه إلى معطلي الجلسات بالقول: "اكشفوا عن نيّاتكم". وأضاف: "لبنان لا يستطيع انتظار حلول الآخرين لانتخاب رئيس، خصوصاً أن ما يحصل في المنطقة لا يعد بوجود حلول إنّما الخطر من نشوء حروب".
عودة: جريمة التعطيل
من جانبه قال ميتروبوليت بيروت للروم الملكيين الأرثوذكس المطران الياس عودة: "لقد مر عيد الاستقلال هذا العام حزيناً، فلا رئيسٌ للبلاد ولا حكومةٌ ولا شعب يحاسب طبقة سياسية ممسكة بالقرار السياسي منذ زمن طويل، ومعطلة للإصلاح، ومعرقلة للقضاء، ومانعة أية مساءلة ومحاسبة، والفراغ بالنسبة إليها أفضل من إيجاد حلول، ومن المجيء برئيس يقود سفينة الوطن، إلى جانب حكومة تعمل على انتشال شعب غارق، يتخبط بين أمواج جشع المسؤولين وانعدام المسؤولية لديهم".
وقال: "لقد فقد لبنان منذ أيام، روميو لحود، أحد رجالات الثقافة والفن والإبداع، الذي عاش لبنان الماضي الجميل وساهم في تألقه، ولعله رحل في ذكرى الاستقلال قرفا وألما واحتجاجا على المسرحية الهزلية التي تتوالى فصولها أسبوعيا، ولا تبدو لها نهاية، لأن أبطالها يتجاهلون قواعد النظام الديمقراطي، أو يريدونه معلقا كما جعلوا الدستور مغيبا"، متسائلا: "أهي قلة مسؤولية أم قلة وطنية؟ وأي وفاق أو اتفاق يدعون إليه وأي توافق يدعونه وهو تكاذبٌ، وأية ديموقراطية يتغنون بها وهم لا يستطيعون انتخاب رئيس إلا بعد مخاض عسير ووقت ضائع وتراجع وانحلال وانهيار؟ ألا يعرفون أن عليهم أن يعقدوا جلسة مفتوحة تتوالى فيها الدورات الإنتخابية ويتنافس المرشحون بوضوح فيختار النواب من يشاؤون والرابح يكون رئيس البلاد؟ أما بدعة التعطيل فهي جريمةٌ بحق الوطن وبحق الناخب الذي أوصل النائب للقيام بواجبه، فلا سلطة استنسابية للنائب من أجل القيام بواجبه الدستوري وإلا فهو يخون ثقة الشعب ويضرب مصلحته. حالة البلد مأساويةٌ والنواب يتلهون ويقاطعون ويعطلون النصاب ويمنعون انتخاب رئيس. وبعضهم لا يخجل من الإعتراف أن للخارج كلمته في هذا الأمر الوطني الذي يخص الداخل. هل تنقصنا القدرة والكفاءة لندير أمورنا بأنفسنا ونقطع الطريق على أي تدخل، أم أن التدخلات الخارجية تناسب المصالح؟".