إرسلان سّلم مطلوبَين: ورطة مروان خيرالدين بقضية محمد زبيب

نادر فوز
الجمعة   2020/02/21
التشبيح سلوك يعتمده خير الدين لتأديب معارضيه (الأرشيف)

أوقف فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي المعتدين الثلاثة على الزميل محمد زبيب، في شارع الحمرا، ليل 13 شباط الجاري، ليتبيّن أنهم مرافقون للوزير السابق والمصرفي مروان خير الدين. والموقوفون الثلاثة هم: المسؤول الأمني لدى خير الدين فادي العسراوي، ومرافقيه شادي علم الدين وعلي سويد.

اللجوء إلى قصر خلدة
وأشار مطلّعون على مسار التحقيق في الاعتداء لـ"المدن"، إلى أنّ "فرع المعلومات أوقف أحد المشتبه بهم الثلاثة ليل الثلاثاء- الأربعاء بعد الاطلاع على كاميرات المراقبة وداتا الاتصالات وباقي التفاصيل، وعلى الأرجح هو علي سويد". وبعد توقيف الأخير، تبيّن لمحققي فرع المعلومات أنّ المشتبه فيهما الآخرين "لجآ إلى مقرّ إقامة رئيس حزب الديموقراطي اللبناني، النائب طلال إرسلان في خلدة".

وأضافت المعلومات نفسها أنّ المحققين تأكدوا من وجودهما في خلدة نتيجة الرصد والتعقّب وداتا الاتصالات، فتم تسليمها ليل الأربعاء-الخميس إلى القوى الأمنية بوساطة من مسؤول أمني في الديموقراطي اللبناني.

علي سويد



وبعد التحقيق مع الشبيحة-المشتبه بهم وتسجيل إفاداتهم، تبيّن أنّ الثلاثة كانوا يرصدون حركة زبيب في الحمرا، وقد استخدموا سيارة ودراجة نارية، وتابعوا الندوة التي شارك فيها ليلة الاعتداء وصولاً إلى ضربه في أحد مواقف السيارات في شارع المقدسي. وبعد الانتهاء من تسجيل الإفادات تمت مقابلة زبيب بهم، فتعرّف على أحدهم وهو سويد نفسه. وقالت المعلومات نفسها في هذا الإطار إنّ الزميل زبيب "تمكّن من التعرّف على وجه سويد لكونه شاهده قبل تحطيم نظاراته وكان الضوء ضعيفاً في الموقف فلم يستطع تمييز الوجهين الآخرين". إلا أنّ المحققين أكدوا له بعد المواجهة هوية الموقوفين الآخرين.

فادي العسراوي


تساؤلات مستمرة
وعلى الرغم من توقيف المعتدين الثلاثة، لا تزال تساؤلات عديدة تُرسم حول ملف الاعتداء، ومنها: وجود أشخاص آخرين ظهروا في فيديوهات المراقبة بعيد الاعتداء لم يتم توقيفهم. وضلوع أشخاص آخرين في الاعتداء أمر ممكن خصوصاً أنه باعتراف المعتدين فهم رصدوا حركته في الحمرا، إلا أنهم كانوا بانتظاره في الموقف. الأمر الذي يشير إلى وجود نقص في الرواية أو مشاركين آخرين في القضية.

ومن التساؤلات الأخرى، لجوء العسراوي وعلم الدين إلى خلدة، وتحييد اسم خير الدين بشكل كامل عن الإفادات وتحمّل المعتدين الثلاثة المسؤولية الكاملة جراء الاعتداء وبكونه أتى بقرار فردي. مع تأكيد المطلعين على الملف أنّ "ضغوطاً سياسية كبيرة مورست لحسر الاعتداء بالمعتدين الثلاثة". إلا أنّ شبهات ضلوع خير الدين بالتشبيح والاعتداء على كل من يعارضه أو يفضحه متكررة. فسبق الاعتداء على زبيب، اعتداء على المخرج والناشط ربيع الأمين في شارع ويغان وسط البلد. وهو ما يؤشر بأنّ التشبيح سلوك يعتمده خير الدين لتأديب معارضيه. وهو ما يؤكده زبيب نفسه، من خلال استمراره في الدعوى القضائية ضد كل من يثبته التحقيق منفذاً ومشاركاً ومحضراً في الاعتداء عليه.
ولا عجب أن خير الدين منزعج إلى هذا الحد من شعار الثورة: يسقط حكم المصرف، يسقط حكم الأزعر.