حي الشراونة يتحدى الجيش: جندي قتيل واستنفار عشائري
آل يزبك وآل جعفر
الإعتداء الذي سارع بيان صادر من آل جعفر إلى لصقه بـ"طابور خامس"، أحرج العشيرة كما بدا، خصوصا أن ضحية الجيش اللبناني هو ابن بلدة نحلة الملاصقة، وهو الشهيد الثاني من آل يزبك، الذي يقتل على يد مسلحين من آل جعفر.
فيديو يُظهر إخلاء الجيش لحاجزه الأساسي عند مدخل "الشراونة"
وعليه فإن الحادثة وترت الأجواء في بلدة نحلة التي اجتمع أعيانها لدى شيوع استشهاد رؤوف يزبك وقرروا في ردة فعل أولى ان لا يتسلموا جثمانه حتى يتم توقيف المعتدين، والذين وصفهم بيان صادر عنهم بـ"الوحوش البشرية الخالية من أي أخلاق ومبادئ ومن أبسط المشاعر الإنسانية والوطنية". مضيفا "إننا لغاية الآن نعتبر أن لهذا الشهيد حقاً مقدساً لدى هذه الدولة، ونحتسبه شهيداً إن قامت الدولة بدورها كاملاً، ليعود الأمن والطمأنينة إلى هذه المنطقة العزيزة، ولكن إن تخاذلت عن هذا الدور، فنحن أولياء الدم، ونحن أصحاب الحق، ولا نقبل بموت رخيص لزهرة من شبابنا".
الجيش والشراونة
وكان القرار جازماً في صباح اليوم التالي، بأن لا مراسم دفن للشهيد، قبل أن تسلم عشيرة جعفر مطلقي النار على دورية الجندي المغدور. إلا أن زيارة قام بها ضباط عسكريين للعائلة، ساهمت بتهدئة النفوس، بعدما نقلوا عن قائد الجيش بأن الشهيد هو ابن المؤسسة العسكرية أولا، وأنها المسؤولة عن دمه، الذي لن يذهب هدرا. فتقرر دفن يزبك عند الحادية عشرة من قبل ظهر غد السبت.
وفي الموازاة، عادت الحياة إلى طبيعتها بحي الشراونة صبيحة الإعتداء على الجيش، بعد أن ذكرت المعلومات استقدامه تعزيزات كبيرة ليلا لتطويق المعتدين، الذين يبدو أنهم لجأوا الى تأمين غطاء ناري ليفروا، قبل أن يصدر بيان اول عن آل جعفر يستنكر الإعتداء على الجيش، ويحمل مسؤوليته لـ"طابور خامس".
علما أن الاعتداء، الذي تم تناقل أجزاء منه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، جاء ترجمة لتهديدات مباشرة للجيش اللبناني، خلال الأيام الأخيرة، كان أبرزها إقدام مجموعة من الشبان على حرق حاجز للجيش بعد إخلائه، وهو ما دفع إلى رفع حالة الجهوزية على مختلف الحواجز الموجودة في البلدة، بإستثاء الحاجز الأكبر بينها، والذي أُخلي نهائيا من عناصره، في مشهد أظهر أن كفة ميزان القوة ليست لمصلحة السلطة الأمنية الشرعية في هذا الحي.