القلمون: المعارضة تستأنف المعركة مع داعش لتجنّب الغارات الروسية

ربيع حداد
الثلاثاء   2016/02/23
مهاجمة موقع لحزب الله وسقوط قتلى وجرحى في صفوفه

مجدداً، تعود جرود القلمون السوري إلى واجهة الأحداث، بعد هدوء وترقب عاشته جرود القلمون، إثر توقف الإشتباكات التي اندلعت قبل فترة بين تنظيمي داعش وجبهة النصرة، وباتت تلك التلال والهضاب على موعد مع معارك جديدة، تكاد تشبه الإشتباكات التي وقعت هناك قبل حوالى السنة، وتحديداً عندما أعلن حزب الله عن معركته لطرد المسلّحين من تلك المنطقة. آنذاك، وإثر اندلاع الاشتباكات بين حزب الله من جهة، وجبهة النصرة وبعض الفصائل المعارضة من جهة أخرى، دخل تنظيم داعش على الخط، في محاولة لاستغلال ضعف النصرة وتشتت قوتها بغية التوسع. وفي حين كانت الجبهة تخوض معارك مع حزب الله في الجهة الحنوبية من القلمون الغربي، وتحديداً في جرود عسال الورد، عمد عناصر تنظيم داعش إلى فتح المعركة مع النصرة  في الجهة الشمالية من الجرود القلمونية.

اليوم، ثمة ما يجري ويشبه تلك المرحلة. فبعد إنجاز صفقة إطلاق سراح العسكريين اللبنانيين الذين كانوا مختطفين لدى النصرة، بدأ التوتر بين الجبهة وداعش ينمو ويتعاظم، في حينها، خوّن تنظيم البغدادي النصرة على ما فعلته، وفي حينها بدأت التوقعات بأن المعركة بين التنظيمين آتية لا محالة، لا سيما أن صراع النفوذ على تلك المنطقة بينهما أصبح صراعاً وجودياً بالنسبة إلى كل منهما.

حينها، وقف حزب الله موقف المتفرج، وذلك إنطلاقاً من وجهة نظره القائلة، بأن أي معركة بين الطرفين قد تفيده، أولاً لإنهما كفيلان بإنهاء بعضهما البعض أو على الأقل بإنهاك بعضهما البعض، ومن ثم تتاح له الفرصة للتوسع أكثر وقضم مناطق نفوذهم، او على الأقل يستطيع الضغط، لفرض الإنسحاب على أحدهما إن لم يكن على الإثنين معاً.

قبل فترة إندلعت الإشتباكات بين الطرفين واستمرّت لأيام عديدة بشكل متقطع، كان الصراع في حينها، قد بدأ على المعابر الأساسية في تلك الجرود، بحثاً عن خطوط إمداد، استطاع الطرفان في ما بعد إلى التوصل لهدنة غير معلنة، لكنهما لا شك أنهكا بعضهما البعض. بقيت النار تحت الرماد، أما اليوم فإن رياح المعركة تهبّ من جديد في القلمون الغربي والشرقي، وذلك أيضاً على خلفية تأمين كل طرف لمعابر جديدة، وفي وقت كان تنظيم داعش يسعى إلى التقدم باتجاه عرسال من رأس بعلبك، تطمح جبهة النصرة إلى التوسع من جرود عرسال، باتجاه معبر الزمراني، وصولاً إلى جرود بلدة فليطا.

في القلمون الغربي، بدأت النصرة، وفق ما علمت "المدن" من مصادر قلمونية، بالتحضير للتوسع أكثر باتجاه فليطا، ويقول قيادي في جبهة النصرة لـ"المدن" إن الجبهة لا تريد فقط فتح ممرّ إلى جرود فليطا، بل تسعى لفتح معركة شاملة هناك حتى التمكن من الدخول إلى تلك البلدة وطرد حزب الله منها. وتؤكد المصادر أن مجموعة من سرايا أهل الشام نفّذت عملية بالأمس ضد أحد مواقع حزب الله بالقرب من جرود فليطا، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف عناصر الحزب.

أما في القلمون الشرقي، فقد أعلنت الفرقة الثانية مشاة التابعة للجيش الحر إطلاق معركة جديدة أطلقت عليها اسم "رعد1" تهدف إلى فك الحصار الذي يفرضه تنظيم "داعش" على المنطقة القلمون الشرقي، وتؤكد مصادر "المدن" أن المرحلة الأولى للمعركة ستكون بـالعمل على السيطرة على سلسلة جبال الأفاعي، وثنية حيط ومقر الإشارة ومقر جيعة عبد الحكيم، ومحاصرة كل من جبلي الضبع والضبعة. في حين سيعمل مقاتلو الفرقة، في المرحلة الثانية، على إحكام السيطرة على جميع التلال والجبال المحيطة بالمنطقة، تمهيدًا لفتح الطريق باتجاه مدينة القريتين، في ريف حمص الجنوبي الشرقي.

كل ذلك، يهدف بحسب المصادر، لتحجيم نفوذ تنظيم داعش أولاً، ولمنعه من تشتيت قوى المعارضة، لا سيما أنه يستغل أي إشتباكات تندلع بين الفصائل المسلحة وقوات النظام السوري وحزب الله، فيشن تنظيم داعش هجومات على الفصائل ما يفيد النظام السوري. وتعتبر المصادر أن فتح هذه المعارك يأتي أيضاً بهدف التوسع أكثر في القلمون، وذلك لتجنّب أي ضربات جوية روسية مرتقبة في تلك المنطقة، إذ أن توسع رقعة وجود الفصائل العسكرية المسلحة بين الجبال والمغاور والوديان، من شأنه أن يشتت فعالية سلاح الجو الروسي.