إقفال قناة الحوثيين في الضاحية.. "بادرة حُسن نية" إيرانية؟

المدن - ميديا
الجمعة   2023/03/31
قناة المسيرة الناطقة باسم الحوثيين (أ ب)
تزامن قرار نقل مقر قناة "المسيرة" الناطقة باسم جماعة "أنصار الله" الحوثية، من بيروت الى اليمن، مع توقيع الاتفاق الدبلوماسي بين ايران والسعودية، يثبت أن طهران تحاول تقديم "بادرة حُسن نية" تجاه السعودية، رغم أن قرار نقل القناة متخذ في وقت سابق. 

وانتشرت معلومات في بيروت عن توقّع إغلاق القنوات الخليجية المدعومة من إيران في بيروت، وتضاربت المعلومات في الحديث عن ست قنوات أو ثلاث، لكن الصحيح أن القرار لم يحسم إلا مصير قناة "المسيرة" التي تعد الذراع الإعلامية للحوثيين، والتي اشتهرت بنشر المقاطع الحربية من الميدان اليمني.


وتقلل مصادر مواكبة لحركة القناة في بيروت، من أهمية ربط القرار بالتطور الدبلوماسي السعودي–الايراني، وتوضح لـ"المدن" إن القرار متخذ منذ فترة سبقت الاتفاق، بناء على طلب زعيم حركة "انصار الله" عبد الملك الحوثي الذي أصدر توجيهات بنقل مقر القناة الى اليمن. واضافت: "القرار غير مرتبط بالتطورات الاخيرة، لأن الاستديوهات ومقرات القناة في اليمن، باتت جاهزة، وسيجري انتقالها بالكامل قريباً". 

غير أن هذه الواقعة، لا تنفي انعكاس هذا القرار على مسار العلاقات المصححة أخيراً بين السعودية وايران، والتي تشمل حكماً القوى القريبة من إيران. ترى مصادر أخرى مواكبة للملف اليمني إن هذا الامر "ستقرأه السعودية على أنه بادرة حُسن نية"، في إشارة الى تعقيدات الملف اليمني الذي أرخى بظلاله على علاقات السعودية وايران خلال السنوات الثماني الاخيرة.

وبالتالي، ستكون للقرار تداعيات ايجابية أيضاً في الساحة اللبنانية، بعد تفكيك ملف يعتبر جزءاً من ملفات أخرى أدت الى تصعيد حاد بين السعودية و"حزب الله"، المتهم باستضافة قنوات معارضة للسعودية في مناطقه. 

وخلال السنوات الماضية، حُكي عن أن الضاحية الجنوبية لبيروت، استضافت قنوات تلفزيونية معارضة ومقربة من ايران. لم يؤكد "حزب الله" تلك الانباء ولم ينفها، لكن كثيرين يعرفون أن هناك مقرات لقناة "اللؤلؤة" المؤيدة للمعارضة البحرينية، وقناة "النبأ" المصنفة على أنها قناة معارضة للمملكة العربية السعودية، إضافة الى قنوات أخرى تدور في فلك إيران، لكنها أقل حدة في خطابها الاعلامي، ولا تركز على بثّ المواد المتصلة بالتحركات الميدانية.

ومسار مبادرات "حسن النية"، بدأت مفاعيله عند الاتفاق على هدن متتالية في اليمن، حيث لم تظهر مؤتمرات عائدة لقوى المعارضة في البحرين أو اليمن في بيروت، وذلك بعد جدل كبير حدث في العام الماضي وتدخل على إثره وزير الداخلية بسام مولوي لمنع استضافة تلك المؤتمرات.