نساء إدلب ممنوعات من دراسة الإعلام

المدن - ميديا
الخميس   2023/01/05
يسود التمييز ضد الإناث في افتتاح كلية العلوم السياسية والإعلام في جامعة إدلب التابعة لحكومة الإنقاذ، بعدما حرمت عشرات الناشطات الراغبات من التسجيل في الكلية الجديدة.

وواكب افتتاح الكلية التي تمزج بين تدريس الإعلام والعلوم السياسية، شكاوى من بعض الطلاب المتقدمين للامتحان المعياري لدخول الكلية، بعد تفضيل المتقدمين المنتسبين لـ"تحرير الشام" على سواهم. 

وتقول حميدة (اسم مستعار لفتاة من إدلب) إن اقتصار الكلية الجديدة على استقبال الذكور يعني قتل حلم عشرات الإناث في دراسة الاختصاصات المتعلقة في المجال العام، وعلى رأس هذه الاختصاصات الصحافة والعلوم السياسية. وتضيف لـ"المدن": "يبدو أن الجامعة لا تحبذ دخول الإناث في مجالي الإعلام والسياسة بالرغم من وجود ناشطات كثيرات في هذين المجالين لكن من دون امتلاك معظمهن شهادات جامعية لعدم وجود هذين الفرعين سابقاً في الجامعة". 

وكان رئيس جامعة إدلب، أحمد أبو حجر، أعلن قبل ثلاثة أشهر، افتتاح كلية العلوم السياسية والإعلام في جامعة إدلب عبر ورشة إعلامية نظمتها الجامعة تحت عنوان "نحو إعلام ثوري معاصر".

ولم تدخل الكلية ضمن المفاضلة العامة للعام الدراسي 2022/2023 وهو ما يؤشر إلى محاولة احتكار "تحرير الشام" لمقاعد الجامعة لصالح عناصرها الذين خضعوا لامتحانين معياريين ونجحوا فيهما بعكس بعض المتقدمين من خارج صفوف الهيئة، بحسب ما تداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي.

ويبدو أن منع دراسة الإناث في الكلية الجديدة لا يصب في سياق حظر حكومة الإنقاذ للاختلاط بين الجنسين في جامعة إدلب بقدر ما هو محاولة لاحتكار هذا الفرع، خصوصاً في ظل خطة "تحرير الشام" والتي تستهدف الاستحواذ على المجال الإعلامي في المنطقة بدءاً من إجبار النشطاء على استصدار بطاقة صحافي، وصولاً إلى إطلاق منصات إعلام رقمي ناعمة.

ولا يمكن للإناث الآن دراسة الإعلام إلا في جامعة حلب، ومقرها مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، وهو ما يشكل عائقاً كبيراً أمام الفتيات، فـ"المجتمع في إدلب محافظ ولا يسمح عادة للأنثى بالسفر لمسافة طويلة من أجل الدراسة" بحسب ما تؤكده إحدى الفتيات لـ"المدن".

وبشكل عام، هناك مخاوف تنتاب العاملين في مجال الإعلام سواء أكانوا ذكوراً أم إناثاً من تطبيق خطة تسعى إليها "تحرير الشام" في المستقبل وتتعلق بحصر الاعتراف بالإعلاميين الخريجين من الكلية الجديدة بحسب الناشط مروان (اسم مستعار).

ويضيف مروان لـ"المدن" أن "هذه المخاوف يعززها التمييز ضد الإناث كون الهيئة لا تفضل وجود ناشطات يحملن الكاميرا ويتجولن في الأماكن العامة. يضاف إلى ذلك ترسيب معظم المتقدمين للامتحان المعياري ممن لا ينتسبون للهيئة وقد تفاجأ هؤلاء المتقدمون برسوبهم في المقابلة الشفوية بعد نجاحهم في الامتحان الكتابي".

وسبق لجامعة إدلب أن حرمت الإناث من الدراسة في المعهد التقاني للإعلام في العام 2018 قبل أن يتم إغلاقه لأسباب مجهولة بعد تخريج الطلاب الذكور الملتحقين به منذ تأسيسه، وهو ما حرم عشرات الإناث من متابعة التحصيل العلمي في هذا الاختصاص.