"14 آذار" محبطة من إشادة الأمم المتحدة بـ"حزب الله"
وفي وقتٍ لاحق أضافت ورونيكا في تغريدة عبر حسابها في "تويتر": "أشكر السيد عمار الموسوي من حزب الله على جولة بحث حول قضايا ذات أولوية للبنان".
|
وفيما لم يتفاعل جمهور حزب الله مع تصريح مشابه، ولم تظهر عليه أي ردود أفعال، ارتفعت الأصوات لدى قوى 14 آذار وجماهيرها تعبيراً عن انتقادات للمؤسسة الدولية. فقد عبّر النائب السابق فارس سعيد في "توتير" في تغريدات متتالية عن إستيائه من تصريحات ورونيكا. الأمر نفسه انعكس على جماهير 14 آذار في منصات التواصل الاجتماعي.
|
ومثار الهواجس، يعود الى اعتقاد راسخ لدى قوى 14 آذار منذ العام 2005، بأن العلاقة مع المؤسسات الدولية والغربية محصورة فيها. لا بل ذهب هذا الفريق في كثيرٍ من الأحيان إلى أوهام بأن هذا الفريق، هو بوابة عبور المنظمات والقوى الدولية الغربية الى لبنان.
تعرض هذا الفريق لخيبات عديدة، أولها الهدوء الذي تعاطت فيه القوى الدولية مع "حزب الله" بعد أحداث 7 ايار، ثم في الدفع الدولي نحو زيارة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الى دمشق في العام 2010، وبعدها التسوية المحلية التي حظيت بمباركة دولية في وصول الرئيس ميشال عون الى قصر بعبدا. وعزلة "حزب الله"، لم تظهر واقعياً في الاتصالات بين ممثلي الحزب وقوى دولية، ولو أنها تراجعت في الفترات الأخيرة في ظل التأزم في العلاقة بين إيران والمجتمع الدولي.
|
وتشيح القوى المعارضة لحزب الله، في أمنياتها وتقديراتها، النظر عن اعتبارات كثيرة، بينها أن منظمة الأمم المتحدة هي منظمة تعمل على حل النزاعات وتقريب وجهات النظر وإيجاد مساحات للتلاقي والحوار. ومن جهة أخرى، لم تُصنف المنظمة حزب الله كتنظيم إرهابي بل تتعاطى معه كمكون أساسي في لبنان، له تمثيله في البرلمان والحكومة، ومن الطبيعي فتح خطوط الحوار معه حول الأزمة السياسية وانتخابات الرئاسة اللبنانية.
ويتسع الشرخ بين رهان قوى 14 آذار على الغرب، وبين حقيقة الممارسات الغربية على الساحة الداخلية، وهذا ما تظهره محطات سياسية بارزة كان للغرب دوراً فاعلاً فيها. فقوى ثورة الأرز تخشى أي تسوية داخلية في لبنان على الصعيد الرئاسي أو في لعبة التوازنات الداخلية على حسابها السياسي. هذه المخاوف تنطلق من الأداء الغربي السابق، ومن ضمنه القراءة في قرار المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الحريري والآمال التي بنتها قوى 14 آذار لعزل حزب الله وإقصائه ولم تتحقق، بالنظر الى ان المحكمة تحاكم أفراداً، وليس الأحزاب.
بات من الواضح أن قوى 14 آذار ما زالت تخطئ في تقدير الأمور، وبتقبّل الأمر الواقع. الأمر لا ينحصر بعلاقة الحزب بمنظمة الأمم المتحدة، فخطوط التواصل بين حزب الله والأوروبيين لم تنقطع خلال كل السنوات الماضية.
يميز الأوروبيون بين تصنيف الجناح العسكري والسياسي للحزب (بإستثناء بريطانيا وألمانيا اللتين صنتفا الحزب إرهابياً بجناحيه) وتنظر الدول الأوروبية له كعنصر أساسي فاعل في لبنان ومكّون كبير من المجتمع اللبناني وتحرص على إستمرار علاقة المصالح في ما بينهم. هذا الواقع يقرأه صقور "14 آذار"، ويبقى حبيس الصالونات السياسية. أما الجمهور المحبط من الأداء الغربي، فله رأي آخر.