استعادت الأحزاب المسيحية، أمس واليوم، ذكرى التظاهرات أمام قصر العدل في بيروت، والتي انطلقت في7 آب 2001 مناهضةً للوصاية السورية على لبنان ومطالبة بحرية التعبير. تحولت التظاهرات وقتها إلى قمع، على أيدي عناصر الأجهزة الأمنية، فجرى ضرب المتظاهرين واعتقال المئات.
توزع المتظاهرون حينها بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و"حزب الوطنيين الأحرار" ومجموعات أخرى، واعتبرت هذه الأحزاب حينها أن هذه الأحداث شكلت نقطة تحول في مقاومة "الاحتلال السوري" للبنان وقد بلغت ذروتها في العام 2005 ونتج عنها إنسحاب السوريين من لبنان.
#٧_آب يوم اوقفونا سويًّا فخرجوا بعد ساعات وبقينا نحن لاشهر داخل المعتقلات! كان ولا يزال #تيار_العمالة
ما جمع الأحزاب المسيحية في ذلك الوقت، هو عدو مشترك، أي الوجود العسكري والأمني والسياسي السوري في لبنان، وأصبح اليوم أداة للتفرقة بينهم. فوجد أنصار "التيار الوطني" أن استعادة "القوات" لذكرى 4 آب هو محاولة انتزاع واحتكارها لأن التيار في نظرهم كان العمود الفقري للتظاهرات وللنضال المسيحي ضد الوجود السوري. أما أنصار "القوات"، فاتهموا خصمهم السياسي بـ"التآمر مع النظام الأمني اللبناني" في حينها، وبأن مناصري "التيار" لم يمضوا في السجون سوى ساعات قليلة بينما بقوا هم لأشهر.
١٥٠٠٠ألف شهيد من عين الرمانة وشكا وبلا وقنات والبترون وجرد العاقورة والأشرفية والحدت وزحلة والفياضية وتل الزعتر والكرنتينا والنبعة والأسواق. لولا هلتضحيات ما كان في لا ( ٧ اب ولا لبنان) خففوا شوي وخلوا اجريكن علأرض.. التاريخ ما بيرحم✋#بس#هيك
استذكر سياسيون في "التيار"، تجربتهم في السابع من آب، منهم زياد أسود الذي تعرض للإعتقال في حينها وتشارك مع جبران باسيل الزنزانة نفسها، وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صورة باسيل مشاركاً في التظاهرات.
العديد من العونيين والقواتيين الذين شاركوا في التظاهرات، يتبوأون اليوم مناصب قيادية، سواء في أحزابهم أو في الدولة اللبنانية، من نواب ووزاء ومدراء عامين، ساهموا بعد زوال الاحتلال السوري ببدء مسيرة الانهيار التي انتهت بنا في العام 2019 إلى ما وصلنا إليه اليوم.
يتنافس الحزبان المسيحيان الأكبر على أنقاض ما تبقى من الوطن الحلم، حيث يعد الانقسام بينهما والتنافس على الحصص والوصول إلى المناصب، سبباً مهماً في تعطيل البلد، وبالتالي انهياره، وليس غريباً أن الحزبين يعتمدان على أصوات المغتربين في الانتخابات النيابية بعدما تسببت سياساتهما في إنهاء أي أمل ببناء الدولة.