رسالة ميقاتي وردوده: تصعيد لملء الشغور الرئاسي؟

المدن - ميديا
الأحد   2022/12/04
بيانان أصدرهما المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي خلال أقل من 12 ساعة، للرد على المتحدثين باسم "التيار الوطني الحر" في الاعلام. سمى في أولهما الصادر ليل السبت، مسؤولة في التيار بالاسم، بينما جهّل في الثاني أسماء المنصات، واقتصر الرد على ما أسماه "الاعلام العوني الهوى والانتماء والتمويل". 

هي من المرات النادرة التي يدخل فيها الصراع، إطار الردود المباشرة. منذ السجالات السابقة حول الصلاحيات في ملف تشكيل الحكومة، وقبلها السجالات مع وزير الطاقة وليد فياض حول عروض الكهرباء، لطالما اقتصرت الحرب الاعلامية بين الطرفين على مصادر وتسريبات وردود بلغة دبلوماسية وسياسية منمقة. 

دخل السجال أرض النزال السياسي المباشر. فتح "التيار الوطني الحر" حرباً معلنة على رئيس الحكومة، على خلفية دعوته لعقد جلسة حكومية غداً الاثنين، ويدافع ميقاتي عن الجلسة بكل أدواته الاعلامية، بما فيها الهجوم. لم يترك ثغرة من غير رد، وذلك منعاً لتحويل الاشتباك السياسي الى منازلة طائفية، تستخدم فيها مواقع الطوائف وصلاحياتها في الحرب. 

والمعركة، في كوامنها، تطاول صلاحيات الطوائف وامتيازاتها. مع أن ميقاتي يحصر مبررات انعقاد الجلسة بالاطار المعيشي، يجد المسيحيون أنفسهم في موقع "المقصيّ" عن الحكم. وفي المقابل، تتطلب ضرورات تسيير المرفق العام، جلسة وزارية ببنود محددة، لكنها تنطوي على رسائل سياسية، ليس أقلها أن البلاد، في ظل المراوحة في عملية انتخاب رئيس للجمهورية، قادرة على المضيّ قدماً، ولا تتوقف عند تعنّت وعرقلة لمسار انتخاب الرئيس. 

الانتظار الطويل، من غير توافقات على ملف رئاسي، سيطيح مكتسبات المسيحيين في السلطة التنفيذية. وهي رسالة دفعت البطريرك الماروني بشارة الراعي لرفع الصوت، وعدم اعطاء جلسة الحكومة غداً الضوء الاخضر الكامل، كذلك حزب "القوات اللبنانية" الذي حذا حذو "الوطني الحر" في بيان أحد أعضاء كتلته البرلمانية النائب فادي كرم السبت.

كان الملف الرئاسي يدور في حلقة مفرغة، ومراوحة قاتلة عنوانها "الانتظار". لن يمثل انعقاد الجلسة تطبيعاً للفراغ، في ظل المواقف المسيحية الصارمة. سيعيد خلط الاوراق، احتراماً للميثاقية والأعراف القائمة لحماية التوازنات، بما فيها صلاحيات الطوائف وامتيازاتها. وعليه، كلما اشتدت الحرب الاعلامية، كلما دفعت نحو توافقات تقود الى ملء الشغور الرئاسي الذي يُعتقد أنه سيُفعّل خلال اسابيع قليلة.