النظام يصادر إنجاز زعيم "داعش".. وأميركا تمنعه
|
والضبابية التي حاول التنظيم إضفاءها على الجهة المنفذة، يسعى من خلالها الى تجهيل الفاعل. فإقراره بأن الجيش الحر نجح في قتل رابع زعيم للتنظيم، بعدما قضت الولايات المتحدة على الثلاثة الأول، سيثبت حكماً بأن قوة البطش التي تقدم بها الى العالم، لم تردع مقاتلين غير محترفين على القضاء على زعيمهم. في المرات السابقة، لم يتردد التنظيم في الاعلان عن الجهة المنفذة، بتصوير نفسه أنه يصارع قوة عظمى، وإعلاء شأن نفسه.
هذه المرة، كانت الضربة أكثر إيلاماً. بيان التنظيم، لم يحدد مكان العملية وزمانها، كما لم يحدد الجهة المنفذة. وقال المتحدث باسم التنظيم أبو عمر المهاجر في التسجيل الذي نشرته حسابات جهادية إن القرشي "قتل (...) وهو يراغم أعداء الله ويجالدهم فقتل منهم ما شاء الله أن يقتل ثم قتل كما يقتل الرجال في سوح الوغى والنزال". ولم تتضح بالضبط ظروف وفاته.
وضعت الولايات المتحدة حداً لهذا الاستغلال، بإعلان صريح من القيادة المركزية الاميركية التي أكدت أن "الجيش الحر" في درعا قتل زعيم داعش أبي الحسن الهاشمي القرشي، وأغلقت الباب على بعض "الاعلام" الموالي والصديق للنظام السوري.
وفي أول تعليق للإدارة الأميركية قال المتحدّث باسم البيت الأبيض جون كيربي: "البيت الأبيض يرحب بأنباء وفاة زعيم تنظيم داعش". أما التفصيل، فجاء من القيادة المركزية التي أعلنت في بيان أن مقتل الهاشمي جاء "في عملية نفذها الجيش السوري الحر، منتصف تشرين الأول/اكتوبر الماضي، في محافظة درعا جنوبي سوريا".
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية (سنتكوم)، جو بوتشينو، إن "مقتل أبو الحسن الهاشمي القرشي هو ضربة أخرى لداعش"، غير أنه لفت إلى أن التنظيم لا يزال يشكل خطراً على المنطقة. ونفى متحدث عسكري أميركي مشاركة أي قوات عسكرية أميركية في العملية، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
|
على أن الصراع على محاربة الارهاب، دخل بازار المنافسة الدولية، والصراع على التقارب وتقديم أوراق الاعتماد للدول الكبرى. لن يحتاج النظام السوري إلى اثبات اضافي بأنه يحارب الارهاب، غير قتل زعيم "داعش". سيكون ذلك تتويجاً لكل الادعاءات السابقة، وإعادة تلميع لصورته الدولية من نظام يقتل خصومهم، بمن فيهم المدنيون، الى نظام "يكافح الارهاب".
|
|
وكان مقاتلو مدينة جاسم شنوا حملة على منازل تحصن داخلها خلايا من تنظيم الدولة، في 14 من تشرين الأول الماضي، واستمرت الاشتباكات حتى تفجير أحد المنازل، ومقتل المتحصنين داخله وكان من بينهم المدعو "عبد الرحمن العراقي" (زعيم التنظيم الذي أعلن عن مقتله الاربعاء).
لم ينتهِ التنظيم بهذه العملية، رغم الضربة القاسمة لقيادات صفه الأول. أعلن تعيين "أبو الحسين الحسيني القرشي" خلفاً له، ليكون خامس زعيم للتنظيم. وعليه، لن تنتهي محاولات الاستثمار طالما بقي النظام شماعة لمحاولات التقارب مع الدول الكبرى.