وفيق صفا وقد "اقتلع" البيطار... ممانعون يهللون للنصر

قاسم مرواني
الإثنين   2021/09/27
من اليوم فصاعداً، رجل وحيد سيخيم ظله على ملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، سيرتبط اسم التحقيق به، وسيتذكر اللبنانيون، المتضررون وأهالي الضحايا خاصةً، صورته. الحاج وفيق صفا.
لم يكد يمر أسبوع على تهديده بـ"اقتلاع" المحقق العدلي في ملف المرفأ القاضي طارق البيطار في حال استمر بسياسته في التحقيق، حتى تم اقتلاعه فعلاً بعد أسبوع. 

ليس مهماً إن تم ذلك على يد نهاد المشنوق أو يوسف فنيانوس أو أي رجل آخر. المهم أنه اقتُلع وأن تهديداً وصله بالاقتلاع. الأخطر من ذلك، أن حزب الله لم يتأثر، لم يعاتبه جمهوره على وقوفه ضد البيطار، أو حتى على السماح للمشنوق باقتلاعه في حال لم تكن تلك إرادة الحزب. 

على العكس من ذلك، فإن تغريدات جمهور الحزب تكاد تضع اقتلاع البيطار ضمن الانتصارات المتوالية التي يحققها محور الممانعة. يعكس ذلك قدرة حزب الله الهائلة على التحكم بجمهوره وليّ رقبته كي يرى الأمور من الزاوية التي تناسبه.

بالنسبة للجمهور اليوم، ومن دون أن يكون قد اطلع على ملفات التحقيق والأدلة، من دون أن يطلع حتى على السبب الذي على أساسه تم تبليغ البيطار بدعوى المشنوق لردّه عن الملف.. بالنسبة لهم، القاضي بيطار تحركه "القوات اللبنانية"، تابع للسفارة الأميركية، و"مسيّس"، كما ظهر في تغريدات الكثيرين في مواقع التواصل. 

وفي مكان آخر، فإن كفّ يد القاضي بيطار شكل فاجعة لدى باقي اللبنانيين، الذين خيم عليهم شعور بأن السلطة اليوم تكرر انفجار الرابع من آب. وحمّل هؤلاء المسؤولية صراحة إلى حزب الله، معتبرين أن الحزب يحاول الهروب من توجيه التهمة له بانفجار مرفأ بيروت. وبدأت شكوكهم تحوم حوله بعدما تبيّن، بما لا يدعو للشك بالنسبة لهم، أن الحزب لا يريد الحقيقة وبدأ بعضهم بالمطالبة بالتوجه نحو تحقيق دولي، فالعدالة في دولة يحكم فيها حزب الله سيطرته عليها، شبه مستحيلة. 

يكتشف اللبنانيون اليوم مدى قوة النظام الذي ثاروا ضده في 17 تشرين الأول 2019، ومدى تغلغله في مؤسسات الدولة كافة. حتى القضاء عاجز عن محاكمة أي مرتكب في أي جريمة، وليس فقط جريمة الرابع من آب. وكل من يتجرأ على مقارعة النظام، لن يكون مصيره أفضل من مصير القاضي بيطار. فوفيق صفا دائماً في المرصاد للعدالة.