"لولا الأسد لما بقي لدينا طعام"!

المدن - ميديا
الجمعة   2021/09/17
أثار منشور لوزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، في حكومة النظام السوري، عمرو سالم، سخرية واسعة في مواقع التواصل، بعدما اعتبر أنه لولا حكمة وعبقرية الرئيس بشار الأسد "لما بقي لنا طعام نأكله ولا كهرباء تعمل لثانية"، وكأنه يعيش في بلد مختلف عن سوريا التي تشهد أزمات خدمية واقتصادية بسبب سياسات النظام السوري، دفعت أكثر من 85% من السوريين إلى ما دون خط الفقر بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.

وفي منشور طويل احتفت به الصفحات الموالية، قال سالم الذي حصل على حقيبته الوزارية بعد تشكيل الحكومة الجديدة الشهر الماضي، أنه يريد إبقاء صفحته الشخصية في "فايسبوك" للحديث عن أمور لا علاقة لها بوزارته. فيما كان منشوره سوريالياً فعلاً حيث قال: "لولا الصلابة والعبقريّة والحكمة التي وهبها الله لسيادة الرئيس الدكتور بشّار الأسد. ولولا جيشنا العظيم ورموزنا الدّينيّة الحقيقيّة والصلابة والمنعة التي أظهرها شعبنا العظيم. لما بقي لنا طعام نأكله ولا كهرباء تعمل لثانية ولا عمرات ولا شيء ولا بلد".



وفي السنوات الماضية باتت سوريا تعرف باسم "بلد الطوابير" حيث تنتشر باستمرار صور ومقاطع فيديو مروعة لطوابير طويلة أمام الأفران ومحطات البنزين، فيما تنقطع الكهرباء لنحو 20 ساعة يومياً فيما لا تتوافر مطلقاً في بعض المناطق، بينما قالت الأمم المتحدة في شباط/فبراير الماضي أن الأمن الغذائي تحديداً بات من أكثر الاحتياجات إلحاحاً، فيما يقدر برنامج الأغذية العالمي أن ما لا يقل عن 12.4 مليون شخص، أي 60% من السكان، يعانون انعدام الأمن الغذائي والجوع، حيث زاد هذا العدد بـ4.5 ملايين شخص خلال عام واحد.

هذه الإنجازات تستوجب بالطبع الاحتفاء بالرئيس الأسد ورموز النظام السوري وجيشه الذي ارتكب مجازر لا تحصى خلال السنوات العشر الماضية. فيما تحول النظام مع مرور الوقت إلى واجهة للمليشيات ذات النفوذ ورجال الأعمال وشبكات الفساد. وضمن هذا الجو المافيوي تتم سرقة السوريين وإذلالهم بشكل ممنهج عبر القوانين وقوة السلاح والتهديد والإرهاب.

وهنا، قال سالم: "أحب وأجلّ عدداً من الرؤساء الذين مرّوا على بلدنا، لكنّني أقول بكلّ يقينٍ أن ما مر على رئيسنا، لم يمرّ على رئيس آخر في العالم رغم الاستهداف الشخصي القذرة لسيادته والذي كان وما زال مستمرّاً لجعل سيادته يعمل بردّ الفعل"، وفق تعبيره.

وربما يحاول سالم عبر هذا النوع من التملق تحسين صورته الإعلامية بسبب الانتقادات التي تعرض لها من قبل شخصيات موالية في الأسابيع القليلة الماضية، إثر تضارب تصريحاته حول أزمة الخبز في البلاد تحديداً وقضية توطين الخبز التي تثير استياء واسعاً في البلاد. ومن بين أولئك الشخصيات نائبة عميد كلية الإعلام بجامعة دمشق، نهلة عيسى، وهي واحدة من الأسماء دائمة الحضور على الشاشات الرسمية للدفاع عن النظام، التي طالبت الوزير بمغادرة "فايسبوك" فوراً.