توطين الخبز: مظاهرات في اللاذقية وتضارب في التصريحات

تناقل ناشطون سوريون صوراً لمظاهرة نادرة في محافظة اللاذقية الساحلية غرب البلاد، احتجاجاً على النقص في مادة الخبز، بالتوازي مع تصريحات مثيرة للجدل، أطلقها وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في الحكومة الجديدة عمرو سالم، حول توطين مادة الخبز في البلاد.

ونشرت صفحات محلية صوراً لإحراق الإطارات في شوارع قرية ديرين بريف مدينة جبلة الساحلية اعتراضاً على النقص في مادة الخبز الذي تعاني منه المدينة. وأرفقت الصفحات صوراً لكميات كبيرة من مادة الخبز المكدسة في الأفران بالتزامن مع النقص الحاد الذي يعاني منه سكان المدينة.



وفسرت إذاعة "شام إف إم" شبه الرسمية المشهد بأن الأهالي فوجئوا بعدم تمكنهم من شراء حصص الخبز من مخبز البلدة، لأن بطاقاتهم الذكية لا تعمل على الأجهزة المخصصة لها، ما أثار غضبهم بسبب كَمَيَّة الخبز الكبيرة في الفرن وعدم قدرتهم الحصول عليه.

وبدأت حكومة النظام الشهر الماضي، بيع مخصصات رغيف الخبز للفرد وخفضت مخصصات الأسرة الواحد بحسب عدد أفرادها. وأعلنت وزارة التجارة الداخلية في بيان عبر "فايسبوك" بدء تطبيق الآلية الجديدة لبيع الخبز في محافظات حماة وطرطوس واللاذقية على أن يتم التوسع نحو المحافظات الأخرى لاحقاً.

ومنذ مطلع الشهر الجاري، أثار قرار "توطين الخبز" في البلاد استياء في مواقع التواصل، ويُقصد بـ"توطين الخبز" تثبيت نقاط بيع محددة لكل بطاقة ذكية، بحيث يختار المواطن نقطة البيع الأقرب لمكان سكنه أو عمله، من دون إمكانية شراء الخبز من نقاط بيع ثانية.



والخميس، تحدث وزير التجارة الداخلية الجديد عمرو سالم عبر صفحته الشخصية في "فايسبوك" عن توجهيات بإلغاء توطين الخبز على الفور، لكنه تراجع عن ذلك الموقف بعد ساعات قليلة فقط، معللاً ذلك باحترام الدستور الذي يمنع اتخاذ قرارات قبل أداء القسم أمام رئيس الجمهورية.

وأمام الجدل الذي أحدثته التصريحات المتناقضة للوزير، تحدث لاحقاً مع وسائل إعلام موالية، وقال: "المواطنين فوق راسنا وخصوصاً المواطن الفقير، والمواطنين قدموا كثير للبلد ومهما قدمنا لهم نبقى زبالة" حسب تعبره، وزعم وجود خطة مريحة للمواطنين ولكنه ينتظر موافقة مجلس الوزراء عليها أولاً.



وفي الفترة الماضية، كان سالم نشيطاً في مواقع التواصل من ناحية توجيه انتقادات للحكومة السابقة، لكن تضارب تصريحاته دفعت نائبة عميد كلية الإعلام بجامعة دمشق، نهلة عيسى، وهي واحدة من الأسماء دائمة الحضور على الشاشات الرسمية للدفاع عن النظام، إلى مطالبة الوزير بمغادرة "فايسبوك" فوراً.

وكتبت عيسى أن نصيحتها تلك هي من "مختص وعارف وعالم بالمجال"، مضيفة: "لا تلتفت خلفك، ولا تكن شعبويآ، لسنا نحن من أتى بك للوزارة، ولن نكون نحن السبب في مغادرتك لها، لأن للعقل السياسي في سورية معايير في الاختيار والتكليف مختلفة عما نحبه ونكرهه. "نحن على الفيسبوك ثلاث مجموعات، الأولى تأكل من طبق الحسين وتقاتل بسيف اليزيد، والثانية قلوبهم معك وسيوفهم عليك، والثالثة بائسة، قليلة الحيلة وإليها معظمنا ينتمي، تبحث جراء بؤسها عن دريئة لتصوب عليها، و بقناعتي لن تفيدك في شيء، لذلك نصيحتي، غادر الفيس، غادر التشويش".