انتشر عبر مجموعات الواتساب خبر مفاده أن طفلاً طرابلسياً مريضاً توفي في حضن والده بعدما تعذّر تزويده بالأوكسيجين بسبب انقطاع كهرباء الدولة وكهرباء المولدات.
الخبر الذي نفته لاحقاً وسائل الإعلام كان كافياً ليشعل الساحة الطرابلسية في مشهد كاد يتحول إلى حرب، ما ينذر بأن طرابلس، بعدما كبتت ألمها وجوعها لأشهر وسنوات، تبحث عن "بوعزيزي" يشعل شرارة ثورتها، وهو لن يلبث أن يظهر إذا لم تتصرف الدولة على وجه السرعة لمعالجة الأوضاع المتأزمة.
هذه الصورة لم تلتقط في باب التبانة في طرابس اليوم الاربعاء و"كان الرجل يركض بابنه بحثاً عن محل فيه كهرباء". كما يتم زعمه. الصورة ليست حقيقية، لكونها مفبركة، ومركبة من صورتين: الأولى استخدمت كخلفية، وقد التقطت في باب التبانة في #طرابلس في 28 ت1 2014... pic.twitter.com/THiGu5xIlZ
وضعت الدولة الجيش بمواجهة الناس في طرابلس. فقراء يواجهون فقراء، وسط غياب للتغطية التلفزيونية المباشرة لما يحدث في المدينة. انتشرت في وسائل التواصل فيديوهات لانتشار المسلحين في الشوارع وإطلاق النار في الهواء، ثم فيديوهات لبدء انسحاب الجيش وأنباء عن خروج الوضع عن السيطرة.
يسجل الان في طرابلس تصعيد كبير في الميدان. توترات وتظاهرات واطلاق نار ومحلات مقفلة. وتوتر بين الناس والجيش اللبناني. الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية تنعكس على الارض. pic.twitter.com/A0BqHLRMEK
انسحاب الجيش من معظم الشوارع والاحياء في #طرابلس بسبب الاحتقان الكبير واطلاق النار الكثيف من قبل المواطنين الغاضبين، والوضع الان اشبه بثورة مسلحة في بعض الاحياء pic.twitter.com/PNDuNghTdw
تعوض مجموعات "واتسآب" عن التغطية التلفزيونية المفقودة. تملأ أخبار معاناة الطرابلسيين وسائل التواصل، المدينة المهملة منذ عقود، وربما تكون أكثر المدن اللبنانية تضرراً بفعل الأزمة الحالية. ينقل مواطنون طرابلسيون أن اللحم والدجاج قد فسد في البرادات، الجبن سيفسد عما قريب بسبب انقطاع الكهرباء. مع ذلك، ما زال يوجد بيننا من ينظر إلى أي تحرك في طرابلس على أنه مشروع تكفيري أو مؤامرة لإمارة إسلامية متطرفة، وهم لا يستحون أن ينشروا أفكارهم وتحليلاتهم في مواقع التواصل.
المشروع يلي عم يشتغلوا عليه الدواعش ما بيقدروا ينفذو غير من طرابلس و كل يلي عم يصير هلأ معروفين الجهاة المستفيدة منه و بدن ينفذو مخططاتهم بالتعاون مع دول الخارج#سقط_القناع و من زمان pic.twitter.com/q8VjXeJ5DC
في خطاب أمين عام حزب الله الأخير، كما في تصريح لرئيس الجمهورية ميشال عون، إجماع على رفض إغلاق الطرق واحترام الملكيات العامة والخاصة وحرية المواطنين. هذا خطاب يجوز تطبيقه على من يتظاهر من أجل افتتاح حديقة عامة في المدينة، أما عندما يجوع الناس، عندما يموت أولادهم، يصبحون في وضع النجاة وحين لا تستمع السلطة إلى معاناتهم، يصبح حمل السلاح بوجهها والثورة، أمراً لا مفر منه.
مواطن من طرابلس : نشتهي اللحمة و وقية لبنة لا نستطيع شرائها ، لا كهرباء ، مياهنا ملوثة ولا أدوية في الصيدليات... pic.twitter.com/BXwfeHFfZw