جمهور الممانعة يروج للقاضي مازح كبطل وطني!

المدن - ميديا
الأحد   2020/06/28
القضاء لا يملك الصلاحيات لمنع ممثل دولة أجنبية من الإدلاء بتصريحات للإعلام
تعاطف جمهور الممانعة في لبنان مع القاضي محمد مازح بعد المهزلة القضائية الأخيرة المتمثلة بإصداره، السبت، قراراً يمنع بموجبه ‎السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، من التصريح الإعلامي، كما يمنع كل وسيلة إعلامية لبنانية من نقل تصريحاتها.

والتعاطف، الذي انتشر الأحد في مواقع التواصل عبر هاشتاغ #كلنا_محمد_مازح يتخطى في الواقع تأييد القرار القضائي الذي قالت السفيرة شيا أن الحكومة اللبنانية تقدمت باعتذار عنه، إلى مرحلة اعتبار مازح بطلاً وطنياً يقوم بواجبه في مقارعة العدو الأميركي.

وانتشرت إشاعات تفيد بأن مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات أحال القاضي مازح إلى هيئة التفتيش القضائي بسبب عدم الأهلية، ورغم نفي عويدات لذلك لاحقاً، صرح مازح بدوره بأنه في "حال كان الأمر صحيحاً فإنني وقبل أحالتي إلى التفتيش بسبب قرار أصدرته وأنا مرتاح الضمير وكامل القناعة واستناداً إلى أحكام القانون التي أوردتها في القرار أقدم طلب إنهاء خدمتي في القضاء على أن أتقدم بها بصورة رسمية نهار الثلاثاء" المقبل.

ورغم أن القضاء لا يملك الصلاحيات لمنع ممثل دولة أجنبية من الإدلاء بتصريحات للإعلام، ورغم أن حرية الإعلام في البلاد نسبية بالقياس مع المحيط العربي، فإن التغريدات الممانعة لم تلاحظ ذلك بل اعتبرته جزءاً من المؤامرة على حزب الله.

وتكررت بذلك تغريدات مثل: "كل من يقبل استقالة القاضي الشريف محمد مازح هو عميل ومأجور اميركي بإمتياز #كلنا_محمد_مازح" أو "محمد مازح بطل من بلادي"، فيما كررت تغريدات أخرى وصف حرية الإعلام بأنها "شيء خبيث" وأن الإعلام المستقل في البلاد "مضلل ومأجور"!