طابور البؤس في المزة: الدمشقيون لا يجدون الخبز
وإن كانت صور مماثلة تنتشر منذ نحو ثلاث سنوات بانتظام، ويتغير فيها سبب الانتظار فقط بحسب الموسم، من طوابير الخبز إلى طوابير البنزين وغيرها، فإن الصورة الأخيرة تحمل كل عوامل الديستوبيا، بما في ذلك المتسبب الأول بها، حيث تصدرت الفرن صورة ضخمة لرئيس النظام بشار الأسد، الذي وصفه معلقون بأنه "حارس الجوع والعوز. حارس الذل والمهانة".
وانتشرت الصورة على نطاق واسع، حيث تحدث العشرات عن استيائهم وحزنهم لما وصلت إليه حال السوريين في مناطق سيطرة النظام. فيما ألقى الموالون للنظام بالمسؤولية على "الحكومة" التي اخترعت فكرة البطاقة الذكية من أجل تقنين مادة الخبز، الذي لا يتوافر أصلاً. فيما تساءل آخرون عن موقف الأسد وزوجته أسماء من مشاهد الطوابير، التي لا تبدو أنها تشغل بالهم على الإطلاق.
طابور الخبز بحي المزة في قلب العاصمة السورية. صورة قائد الطوابير فوق الفرن 🤣
Posted by حلب الآن - Aleppo Now on Sunday, October 18, 2020
وطالبت التعليقات حكومة النظام بالاعتراف بعجزها عن تأمين مادة الطحين، والتوقف عن الكذب على الناس، فيما سخر آخرون من صورة الأسد التي يبدو أنها موجودة "لتساعد الناس على الصمود والتحدي".
وتناقض صورة الازدحام، ما أكده معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام، رفعت سليمان، عن وجود كميات كافية من الطحين، وتزويد المخابز بمخصصاتها بشكل يومي، في تصريحاته لصحيفة "الوطن" شبه الرسمية الأسبوع الماضي، فيما وصفت صحيفة "غارديان" البريطانية، أواخر الشهر الماضي، الإجراءات الأخيرة التي أقرتها حكومة النظام لتوزيع الخبز المدعم على المواطنين، بأنها "تعرض الأسر الكبيرة لخطر المجاعة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية المعوقة في البلاد".
وهنا، تجاوز سعر ربطة الخبز الواحدة إلى 700 ليرة للربطة الواحدة، فيما صدرت قرارات لتقنين الخبز عبر البطاقة الذكية. وبموازاة ذلك كانت تصريحات الموظفين في الإعلام الرسمي ووزارة الإعلام، تنفي وجود المشكلة، بالقول أن من يشتكي من وجود الطوابير يشكل "طابوراً خامساً"، وأن الطوابير تتواجد في أرقى الدول الغربية من أجل أمور بسيطة مثل الوقوف على الدور في مكتب البريد.
وباتت الانتقادات الموجهة من موالي النظام إلى "الحلفاء" متكررة وعلنية، وبالتحديد إلى روسيا التي لا يفهم الأسديون كيف أنها لا تتدخل لحل أزمات النظام رغم "الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والشعبين". وفيما زار وفد من حكومة النظام موسكو في 6 تشرين الأول/أكتوبر الجاري لمناقشة "سبل تعزيز متطلبات السوق السورية من المواد الأساسية للاستهلاك المحلي، في ظل الصعوبات المفروضة على سوريا" حسبما قالت وسائل إعلام رسمية، فإن الوفد الروسي على حديثه عن الاتفاقيات التي أبرمتها روسيا، خلال زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف، ووزير الخارجية، سيرغي لافروف، والوفد الحكومي الروسي إلى دمشق الشهر الماضي.
وذكرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية في 27 أيلول/سبتمبر الماضي، أن الوضع الإنساني في مناطق سيطرة النظام أصبح أسوأ مما كان عليه في ذروة الحرب الدائرة في سوريا، حيث أدت الحرب إلى إضعاف الاقتصاد بشدة، وباتت البلاد تنتج اليوم 60 ألف برميل نفط وهو سدس ما كانت تنتجه قبل الحرب، كما لم تنتج من محاصيل القمح العام الماضي إلا نصف ما كانت تنتجه قبل الحرب.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، يعيش 90% من السوريين في مختلف الأجزاء المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية يعيشون تحت خط الفقر، وبلغت البطالة 80٪ ، كما أكد برنامج الغذاء العالمي أن 9.3 ملايين سوري يعانون الآن انعدام الأمن الغذائي، بزيادة قدرها 1.4 مليون في الأشهر الستة الماضية وحدها، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق.
هذه الصورة من حي #الشيخ_سعد و هو أحد أهم احياء #دمشق و قريب من قصر الشعب مكان إقامة الأسد
— Cîhad Koro (@CihadKoro) October 18, 2020
هؤلاء طوابير من الناس على فرن الحي
لي تعليق واحد على هذه الصورة بالإعتماد على صورة الأسد فوق الفرن : خرّبها و قعد على تلّتها . pic.twitter.com/35oxnHgTSv
يبلغ طول هذا الطابور البشري أمام فرن الشيخ سعد في دمشق، نفس المسافة التي يبعدها قصر بشار الأسد عن الفرن
— Abdullah Al-Mousa (@Abu_Orwa91) October 18, 2020
بمعنى آخر: من شرفة قصره، يتلذّذ بشار برؤية هذا الذل تحت صورته المرفوعة فوق رؤوس الجوعى والمقهورين#هو_ساقط_بس_يتدلع pic.twitter.com/UzCigoeVsK
صورة متداولة للازدحام على فرن الشيخ سعد في المزة بدمشق اليوم.#سوريون_كل_القصّة 🇸🇾 pic.twitter.com/m5y1uJuNuY
— سوريون | Syrians (@SyrianOfficial) October 18, 2020
دولي تداول واسع لصورة تُظهر طابور كبير للحصول على الخبز في حي المزة بالعاصمة السورية #دمشق
Posted by شـبـكـة سـراج الإعـلامـيـة on Sunday, October 18, 2020