"بي.بي.سي": ترامب لا يوصف بالعنصري

المدن - ميديا
الجمعة   2019/09/27
المذيعة ناغا مونشيتي.. ودونالد ترامب
أعادت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إحياء الجدل حول دور الصحافيين المعاصر، بعدما أعلنت أنه يجب على المذيعين والإعلاميين العاملين فيها، عدم وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه عنصري، حتى عندما يدلي بتصريحات عنصرية.

وعلى الرغم من أنه من المقبول وصف التعليقات العنصرية التي أدلت بها شخصيات عامة على هذا النحو، لا يُسمح للموظفين في "بي بي سي" بوصف الأشخاص بأنهم عنصريون، حسبما أوضح مدير سياسة التحرير ومعايير الهيئة، دايفيد جوردان.

وبحسب صحيفة "إندبندنت" كان جوردان يتحدث عن القضية عبر إذاعة "بي بي سي 4" دفاعاً عن قرار "بي بي سي" الجدلي بتأييد شكوى ضد مذيعة الأخبار العاملة لديها، ناغا مونشيتي. حيث ترى "بي بي سي" أن مذيعتها "خرقت المبادئ التوجيهية" للمؤسسة من خلال انتقاد ترامب، إثر قوله لأربع سياسيات بأن عليهن "العودة من حيث أَتين".

وقال جوردان، أن المذيعة ذهبت "إلى أبعد مما تسمح به المبادئ التوجيهية"، وأن "الجماهير لا ينبغي أن تكون قادرة على معرفة آراء الصحافيين في مسائل السياسة العامة"، وهي آراء قديمة في الصحافة التي تفترض الحيادية المطلقة، لكنها باتت محل جدل في العقدين الأخيرين على أقل تقدير، وتحديداً بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وانحسار الصحافة كمهنة تتمحور حول "نقل الأنباء" فقط، ما أفسح المجال لظهور مدارس صحافية أكثر حداثة، تقوم على تفسير تلك الأنباء وتقديم سياق لها.


وكانت مونشيتي علّقت على عبارة ترامب بالقول أنها "غاضبة، غاضبة جداً. وأتصور أن الكثير من الناس في هذا البلد سوف يشعرون بالغضب الشديد من أن رجلاً في هذا المنصب يشعر بأنه من المقبول أن يتجاوز الحدود باستخدام لغة كهذه".

وأيدت وحدة الشكاوى في المؤسسة الشكوى التي تم التقدم بها ضد مونشيتي. بينما تلقت رسائل دعم من أكثر من جهة، من بينها زعيم حزب العمال البريطاني، جيريمي كوربين، والذي وصف القرار بأنه "لا يصدّق".

وعلقت "بي بي سي" بأن "الحياد الواجب لا يتطلّب حيادية مطلقة في كل قضية أو فصل عن المبادئ الديمقراطية الأساسية. وكانت تصريحات الرئيس تعتبر على نطاق واسع عنصرية وتمت إدانتها في المملكة المتحدة عبر الطيف السياسي. لكن من الواضح أيضاً أن السيدة مونشيتي علّقت بشكل مباشر ونقدي على الدافع المحتمل لسلوك الرئيس وعواقبه المحتملة. والتي كانت بطبيعتها مسألة نقاش ومناقشة شرعية. وهذا، في رأينا، تجاوزٌ لما تسمح به المبادئ التوجيهية في ظل هذه الظروف".

هذا المشهد يختلف بشكل جذري، عن المشهد في الضفة المقابلة من الأطلسي، حيث تبدو الصحافة الأميركية أكثر حيوية وعصرية من ناحية الديناميكية في التعبير عن الآراء. ولا يعني ذلك بأي حال من الأحوال مساً بالمهنية.

على سبيل المثال، قطعت شبكة "إم إس إن بي سي" الأميركية، الأربعاء، بثاً حياً للمؤتمر الصحافي الذي عقده ترامب الأربعاء، وقالت أن الرئيس كان يكرر الأكاذيب حول منافسه السياسي جو بايدن في محاولة للتشويش على تحقيق المساءلة ضده.

وقالت المذيعة نيكول والاس في اللحظة التي قطعت فيها الشبكة خطاب ترامب: "نحن نكره فعل ذلك حقاً، ولكن الرئيس لا يقول الحقيقة"، مضيفة أن هذه الادعاءات ضد جو بايدن ونجله هنتر ليست صادقة، إذ حسمت التحقيقات الأوكرانية بهذا الشأن القضية، ولم تبرز هناك أي إدانات.

وجاء المؤتمر الصحافي لترامب عقب إعلان رئيسة مجلس النواب، الديموقراطية نانسي بيلوسي، الثلاثاء، أن مجلس النواب سيبدأ تحقيقاً رسمياً في قضية ترامب. وقالت والاس: "الأمر المذهل هو أن ترامب يحاول تحريف مسار قضية المساءلة والعزل إلى اتجاه مغاير". حيث يأتي التحقيق في تصرفات ترامب في الوقت الذي يبحث فيه الكونغرس في شكوى "مسرب معلومات" بشأن مكالمة لترامب مع زعيم دولة أجنبية.