ماما ناتاليا توزع الهدايا على أطفال داريا!

المدن - ميديا
الخميس   2019/05/23
بعدما شغلت النائبة في مجلس الدوما الروسي، ناتاليا بوكلونسكايا، السوريين في مواقع التواصل الاجتماعي، أواخر الشهر الماضي، مع شائعات تسليمها إدارة مرفأ طرطوس الذي استأجرته موسكو لمدة 49 عاماً، عادت لتتصدر مواقع التواصل السورية، بزيارها مدينة داريا على أطراف دمشق ولقائها بعض التلاميذ في إحدى المدارس هناك.


وتداول ناشطون سوريون مقطع فيديو نقلاً عن صحيفة "الوطن" شبه الرسمية، ظهرت فيه بوكلونسكايا وهي توزع الهدايا على التلاميذ، من بينها قبعات رسم عليها شعار الدولة الروسية. فيما التقطت صور "سيلفي" مع الطلاب وأهلهم هناك أيضاً.


وقالت بوكلونسكايا في الفيديو أنها تتمنى لأطفال سوريا الخير والسلام لأنها تنظر في عيونهم وترى رغبة كبيرة في السلام وفي حياة نبيلة، مضيفة أن جميع زياراتها السابقة والمقبلة لسوريا هي هدف تعزيز السلام والصداقة للشعب السوري والأطفال السوريين. مع الإشارة إلى أنها مولودة في أوكرانيا، وتشغل منصب النائب العام في منطقة القرم بعد احتلالها من قبل روسيا وإعلان انفصالها عن أوكرانيا.

ويظهر في نهاية التسجيل توجيه التلاميذ، وهم في المرحلة الابتدائية، الشكر للنائبة بهتافات: "شكراً روسيا شكراً روسيا". علماً أن تاريخ الزيارة غير محدد، وربما يعود إلى السابع من أيار/مايو الحالي، عندما وصلت بوكلونسكايا إلى سوريا على رأس وفد رسمي، من أجل إجراء مفاوضات لمعالجة الأطفال السوريين في جزيرة القرم، حسبما أفادت وسائل إعلام معارضة.

وتولي روسيا اهتماماً بالأطفال السوريين وأعلنت في 6 أيار/مايو الجاري، عن زيارة طلاب سوريين إلى قاعدة حميميم العسكرية الروسية في اللاذقية قبل سفرهم إلى معسكر في مدينة أرتيك الروسية. كما استقطبت روسيا مجموعة من الطلاب في تموز/يوليو 2018 من أجل تلقي تعليم عسكري صارم في "فيلق بطرسبورغ للكاديت"، وظهروا في مقاطع فيديو خلال امتحانات رسمية، إلى جانب نائب وزير الدفاع الروسي ديمتري بولغاكوف.

ويعتبر توزيع الهدايا وتصويره بهذا الشكل، على المدنيين في مناطق سورية مختلفة، من قبل شخصيات سياسية وعسكرية روسية بارزة، جهداً دعائياً متكرراً في العامين الأخيرين، بهدف إظهار الجنود الروس المتواجدين في سوريا بمظهر حضاري ولطيف وتقديم سردية مختلفة عنهم للسكان المحليين والميديا العالمية على حد سواء، بعكس حقيقتهم كمسؤولين عن جرائم حرب في البلاد، بتنفيذهم عمليات قصف ممنهجة في مناطق مدنية، كأحياء حلب الشرقية على سبيل المثال. كما يعتبر توزيع الهدايا بهذا الشكل، وبث الفيديو، جهداً آخر لكسب ولاءات البيئة الموالية، في وقت ضمنت فيه موسكو بقاءها في البلاد لفترة غير محددة، بفعل اتفاقيات مع النظام.

وشهدت داريا معارك بين قوات الأسد و"الجيش الحر"، الذي حوصر مع المدنيين المتبقين في المدينة، من قبل قوات الأسد لأربع سنوات، قبل أن تتوصل لجنة ممثلة عن فصائل وفعاليات المدينة، إلى اتفاق مع النظام السوري يقضي بإفراغ المدينة، في آب/أغسطس 2016.

ومنذ تدخل روسيا العسكري العام 2015 إلى جانب النظام السوري، تعمل البروباغندا الروسية من جهة والتابعة للنظام السوري من جهة ثانية، لتلميع صورة الجنود الروس، النظاميين والمرتزقة، المقاتلين في سوريا، فباتت الدراما السورية (روزنا، فوضى،..) تظهرهم على أنهم إنسانيون ينقذون الجرحى من قصف "الجماعات الإرهابية"، فيما أنتجت مقاطع دعائية لهم في السابق، وهم يساعدون الكبار في السن على المشي في الطرقات، وضبط الأمن وغيرها.