"ختيار القلعة" الذي صار بطلاً

المدن - ميديا
الثلاثاء   2019/05/21
صورة الرجل المسن بعد وصوله إلى إدلب (فايسبوك)
تداول ناشطون سوريون على نطاق واسع، مقطع فيديو يظهر اعتداء مجموعة من جنود النظام السوري على رجل طاعن في السن، في بلدة قلعة المضيق بريف حماة الغربي.


وفي الفيديو الذي وصفه ناشطون سوريون بأنه "يروي قصة ثورة الشعب السوري بكل تفاصيلها"، يظهر الرجل العجوز جالساً على كرسي وسط منزله المهدم، بينما يستهزئ به جنود النظام، ويوجهون له الشتائم والإهانات، ويقابلها هو ببرود تام.



وحاول الجنود في البداية تصوير أنفسهم على أنهم "الرجال الأخيار" وبأنهم يساعدون المدنيين الذين تركتهم "المنظمات الإرهابية" بلا رعاية، لكن برود الرجل المسن وعدم رده على الأسئلة التي وجهت إليه، استفز الجنود لإظهار وجههم الحقيقي، كـ"مليشيا إرهابية" بحسب وصف معلقين. فشتوا الرجل، وقدموا له الماء من قارورة فارغة وهم يضحكون، بينما قام جندي آخر بلطمه على رأسه من الخلف بأداة حادة، لينهض الرجل ويبتعد عن المكان بينما تلاحقه الشتائم.

وتحول الرجل المسن إلى بطل في مواقع التواصل الاجتماعي، كما رُسمت لوحة جدارية له في مدينة بنش أيضاً بمحافظة إدلب أيضا، وأطلقت عليه تسمية "ختيار القلعة، علماً أنه يستحق الإعجاب فعلاً بسبب صموده في وجه هذه الأساليب التي يمارسها النظام وجيشه منذ سنوات لإهانة واحتقار السوريين. وبحسب ناشطين، فإن الرجل الذي مازال اسمه مجهولاً، غادر منزله في بلدة قلعة المضيق ونزح إلى محافظة إدلب، وقال ناشطون آخرون أنه "رفض العيش في منزله بعد تعرضه للإهانة"، حسبما نقلت مواقع سورية معارضة، فيما تداول ناشطون لاحقاً صورة للرجل نفسه مع عدد من المقاتلين بينهم شخص يرتدي بدلة للشرطة العسكرية التابعة لتركيا.

يأتي هذا المشهد بعد أيام قليلة من انتشار مقطع فيديو آخر، يظهر تباهي أحد جنود النظام السوري بقصف محافظة إدلب والشمال السوري المحرر براجمات الصواريخ قبل دقائق من آذان المغرب وإفطار الصائمين في شهر رمضان. وأظهر مقطع فيديو جرى تداوله منذ الأسبوع الماضي، الجندي يقف وخلفه راجمة صواريخ، ليقول: "يسعد مساكم هذه وجبة الإفطار لأهالي إدلب"، قبل أن تبدأ راجمة الصواريخ بإطلاق صواريخ باتجاه المدينة.

وتسببت الحملة التي يشتها النظام السوري وحلفاؤه بنزوح أكثر من 100 ألف مدني معظمهم من النساء والأطفال، معظمهم اتجهوا نحو المناطق القريبة من الحدود التركية السورية بحثاً عن الأمان.