الإعلام السوري الإيراني في لبنان.. هل تصدّعه الثورة؟

المدن - ميديا
السبت   2019/11/23
لم يكن من السهل التعرّف الى خفايا العلاقة بين الاعلامي سامي كليب من جهة، وقناة "الميادين" ورئيس مجلس ادارتها غسان بن جدو، والمحور السياسي الذي تنتمي اليه، من جهة أخرى، قبل اعلان كليب استقالته من القناة "انسجاماً مع أفكاري وقناعاتي وضميري" كما قال في بيان استقالته المقتضب في حسابه في "فايسبوك".

الجدير بالانتباه، ليس استقالة كليب، في حد ذاتها، وهو المعروف منذ سنوات بموالاته العميقة لنظام آل الأسد في سوريا. ولا هو في "أهمية" قناة "الميادين" كوسيلة إعلام ممولة إيرانياً لم تقدم للجمهور العربي إلا البروباغندا التي تُموَّل لبثها. بل السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تحدث الثورة اللبنانية شرخاً في إعلام الممانعة السوري-الإيراني؟ لا سيما بعد سلسلة استقالات من جريدة "الأخبار" المتمترسة في خندق "حزب الله"، وبعدما أعلن أصحاب الاستقالات هذه، بوضوح، أن الخط التحريري للجريدة في التعاطي مع انتفاضة اللبنانيين هو سبب افتراقهم عنها..

وبالعودة إلى سامي كليب، الذي لا يردّ على هاتفه ويبدو أنه ليس في وارد الحديث إلى الإعلام عن خطوة الاستقالة، فعُلم أنه جاهر بانحيازه الى التحركات الاحتجاجية اللبنانية، وهو الموقف الذي يُقال إنه هدم علاقته السياسية مع "الميادين" التي ما فتئت تؤبلس الثورة اللبنانية بكل السبل الممكنة.  

وقد تبدلت العلاقة السياسية مع "الميادين"، عندما كان كليب مديراً للأخبار. فمدير القناة، غسان بن جدو، واضح لجهة الموقف السياسي الذي تحمله "الميادين" وتتحرك به. فيما حاول كليب التمايز عن هذا الخط في بعض المواقف والتقارير، وهو السبب الأول لخلاف بينهما أضيف الى خلافات أخرى في الجسم الإداري. وعليه، استقال كليب من مديرية الأخبار، من غير أن يخسر علاقته الشخصية مع بن جدو. وبقي كليب مقدماً لبرنامج "لعبة الأمم".

وكان لافتاً أن كليب شارك، إلى جانب الصحافي نقولا ناصيف، في اللقاء مع الرئيس ميشال عون الذي لم يكن محدداً لـ"الميادين" وهي لم تبث اللقاء مباشرة على شاشتها بل اكتفت بمقاطع خبرية، ما يعني أنه شارك بصفته الإعلامية وليس بسبب ارتباطه بالمحطة.

وإثر الإطلالة، اُخِذ عليه انه أعلن خلال مقابلته مع جو معلوف على قناة "ام تي في"، أن الرئيس عون كان ينظر الى وزير الخارجية جبران باسيل أثناء المقابلة، في اشارة الى تأثير مفترض لباسيل على عون، كما كشف بعض كواليس اللقاء. بينما لم يكشف شريكه في اللقاء، نقولا ناصيف، عن تلك المعلومات في اطلالته على قناة "ال بي سي" أول أمس، على اعتبار انه معنيّ بالكشف ما دار أمام الكاميرا وليس خلفها.

وانكسرت العلاقة مع "الميادين" تماماً إثر اطلالته، الخميس، في قناة "ان بي أن"، حين انتقد مقالاً كتبته الصحافية حياة الحويك في موقع "الميادين نت"، وقال ان تساؤلاتها يطرحها بائع خضار، بعدما تساءلت عن الدور الغربي في احتجاجات لبنان انطلاقاً من أزمة التنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط. 

وانطلاقاً من تردد كليب الى الأردن خلال العام الماضي، قيل أنه سيكون أحد المشاركين في تأسيس تلفزيون يجري التحضير له، وهو ما أشار اليه اعلاميون في مواقع التواصل. غير أن معلومات "المدن" تشير الى ان كليب كان يتحضر منذ نحو شهرين لإطلاق منصة خاصة -"ويب تي في".

وعلى هذا المنوال، رد عليه المدير السابق لقناة "الجزيرة" ياسر ابو هلالة قائلاً: "كنت أتمنى أن أقرأ هذه التغريدة يوم وقفت القناة (الميادين) مع مجازر بشار وكانت أول من أدخل للغة العربية مصطلح "جهاد النكاح" إساءة للثوار سفالة وخسة وحقارة. لم تصف الميادين اللبنانيات بـ"جهاد النكاح" لأنهن تظاهرن، ارتبكت وناورت بسبب المُموّل الذي لا يجهله المذيع سامي كليب".