الانسحاب الأميركي من سوريا: عيون إيران على الفرص الاقتصادية

المدن - ميديا
الثلاثاء   2019/10/08
ألهم القرار الأميركي الأخير بالانسحاب من سوريا، الإعلام الإيراني، للحديث عن جوانب الاستفادة الاقتصادية المحتملة في البلاد، التي استثمرت فيها طهران لدعم نظام الأسد منذ انطلاقة الثورة السورية العام 2011.

وقدمت وكالات أنباء مقربة من الحرس الثوري، من بينها وكالة "إيرنا" تقارير حول استهداف طهران استثمارات بقيمة 200 مليار دولار أميركي في سوريا، على هامش الانسحاب الأميركي من شمال شرقي سوريا، الذي يوصف بأنه أغنى مناطق البلاد، بسبب وجود ثروات نفطية كبيرة، من ضمن ثروات أخرى.

ومنذ أشهر، يحذر خبراء غربيون من أن انسحاباً أميركياً من سوريا، يعني إفساح المجال للطموحات الإيرانية في المنطقة، بشكل يعاكس حملة "أقصى ضغط" التي ينتهجها البيت ضد إيران عموماً، وعليه يصبح التركيز الاقتصادي في الإعلام الإيراني مفهوماً، حيث أن حصول اقتصاد طهران على متنفس يشكل نصراً سياسياً بدوره.


يأتي ذلك في وقت يحاول فيه النظام السوري اجتذاب استثمارات لبرنامج إعادة الإعمار في البلاد، مع انحسار العمليات العسكرية في أجزاء واسعة من البلاد تدريجياً، لصالح النظام وحلفائه. علماً أن الجانب الاقتصادي لم يكن ما ركز عليه الإعلام الإيراني، بل كان هنالك مساحة تقليدية للخطاب الأيدولوجي، بإعادة نشر مقتطفات من خطاب سابق للأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، تحدث فيها عن أكراد سوريا.

ونشرت وكالة "مهر" الإيرانية تقريراً قالت فيه أن نصر الله أثنى على القادة الأكراد بتاريخ 26 آب/أغسطس 2018، لبدئهم مفاوضات مع النظام في دمشق حينها، معتبراً انهم كانوا متشككين منذ البداية في ولاء واشنطن لهم. وبحسب التقرير فإن نصر الله تنباً بالمستقبل، وتوقع من أن "الأميريكين في النهاية سوف يفكرون فقط في مصالحهم الخاصة ويتركونك وحدك، وسيبيعونك مثل العبيد في السوق".

ويركز الخطاب الأيديولوجي لإيران على أن الولايات المتحدة تمثل شريكاً لا يمكن الثقة به، بعكس التحالفات التي تقيمها طهران في الشرق الأوسط، حيث تنتشر مجموعة من المجموعات الوكيلة لإيران، من بينها حزب الله في لبنان والمتمردون الحوثيون في اليمن، والذين باتوا يقودون مواجهات إيران ضد اعدائها وخصومها، وسط توترات متزايدة في المنطقة.