روحاني: حجب مواقع التواصل لا ينفع!

المدن - ميديا
الإثنين   2019/01/21
أكّد روحاني على عدم جدوى فصل الناس عن التقنيات الحديثة (غيتي)
انتقد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، هيمنة المتشددين على "هيئة الإذاعة والتلفزيون" في إيران، معتبراً أن هذا الأمر دفع الإيرانيين إلى التوجه نحو وسائل التواصل "لأنه ليس لدينا إعلام حر، وعليه فإنّ حجب مواقع التواصل لا يجدي نفعاً".


كلام روحاني جاء خلال اجتماع، اليوم الإثنين، مع مسؤولي وزارة الاتصالات، أكّد خلاله على "عدم جدوى فصل الناس عن التقنيات الحديثة وعن تطورات حقل الاتصالات"، بحسب ما ذكرت وكالة "إرنا" الإيرانية، مشيرة إلى أن روحاني اعتبر أنّ "مواجهة المطالب العامة للناس ليست أمرا شرعیاً وقانونیاً"، واصفاً الاتصالات وتقنیة المعلومات بأنها "مظهر من مظاهر التحوّل في المجتمعات على صعید التكنولوجیا".

كما وجّه روحاني انتقادات للتيار الذي يطالب بحظر مواقع التواصل، معتبراً أنه "ينتمي للأفكار البالية"، ومشدداً على "ضرورة التعرف السلیم والتثقیف العام للشعب للاستفادة الصحیحة من التقنیة ونشرها كعلاج للمشاكل الناجمة عنها"، وأن "فكرة التعتيم الإعلامي تعود إلى حقبة الشاه، ولذا لا يجب أن نطرح الآن فكرة حجب المواقع". ورأى روحاني أن "الكتل والتیارات السياسية الإيرانية، لو كانت تمتلك قنوات إذاعية أو وسائل إعلام خاصة بها، لكان في الإمكان معرفة مواقفهم، وما كانوا في حاجة للجوء إلى مواقع التواصل".

ويتواصل الجدل بين أجنحة النظام الإيراني حول حظر مواقع التواصل الاجتماعي كلياً، حيث انقسمت الآراء بين حكومة روحاني، التي تعارض هذا الحظر، وبين الجهات المتشددة المقربة من المرشد الأعلى، علي خامنئي، والتي تدعو إلى حجب كافة مواقع التواصل والمواقع الأجنبية، والانتقال الى شبكة إنترنت داخلية على الطراز الصيني.

ويتجه المجلس الأعلى الإيراني للإنترنت لحجب موقع "إنستغرام" كلياً، وهو آخر منصة تواصل اجتماعي يمكن الوصول إليها بحرية في البلاد. ورغم هذا، يستمر المواطنون الإيرانيون في استخدام برنامج كسر الحجب "بروكسي" أو خدمات "VPN" التي توجه حركة المرور عبر اتصالات الإنترنت في الخارج، ما يجنبهم شبكات الحكومة التي تستطيع الوصول إلى المنصات المحظورة مثل "تويتر" و"فايسبوك" و"يوتيوب"، ويتيح لهم استخدام تطبيقات المراسلة مثل "واتس آب" و"تيليغرام"، بحسب وكالة "بلومبيرغ".

وعارض جواد جهرمي وزير الاتصالات في حكومة الرئيس روحاني، إعلان القضاء الإيراني الذي يهيمن عليه المتشددون، حظر "إنستغرام"، حيث يملك أكثر من 2.2 مليون إيراني حسابات عبر تطبيق الصور الشهير.

والمفارقة أن العديد من كبار المسؤولين، بمن في ذلك وزراء الحكومة والبرلمانيون، ينتهكون علانية الحظر المفروض على مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي وبالتحديد "تويتر" و"تيليغرام"، ولدى المرشد الأعلى علي خامنئي، أكثر من 500 ألف متابع في "تويتر" باللغة الانجليزية، و2.3 مليون في "إنستغرام" في حسابه باللغة الفارسية.