ماكرون يُقاضي مصوّراً "انتهك خصوصيته"

المدن - ميديا
الأربعاء   2017/08/16
يملك ماكرون أفكاراً "معقدة" تجاه الصحافة والصحافيين (غيتي)
منذ دخوله قصر الإليزيه فرض الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قيوداً على الصحافيين الذين يتابعون تحرّكات الرئيس، ما تسبب بجملة من المشاكل بين الصحافيين وفريق حماية ماكرون، خصوصاً وأن الأخير تقدّم، منذ انتخابه، بعدة شكاوى قضائية ضد صحافيين، على عكس سلفه فرنسوا هولاند الذي لم يُقدم بتاتاً على تقديم أي شكوى قضائية ضد أي صحافي خلال فترة ولايته.

ماكرون الذي بات يُعرف عنه حذره الشديد من الصحافة، تقدّم، الثلاثاء، بشكوى قضائية جديدة ضدّ مصوّر صحافي بتهمة "المضايقة وانتهاك الخصوصية"،  خلال عطلته الصيفية التي يقضيها مع زوجته بريجيت، في مدينة مرسيليا جنوب فرنسا. واختار الرئيس وزوجته عدم الإفصاح عن وجهتهما في العطلة، لكن صحيفة "جورنال دو ديمانش" الأسبوعية كشفت في مطلع الأسبوع عن مكان إقامتهما.

ووفقاً لمصدر، نقلت عنه وكالة "رويترز"، فإنّ "المصوّر لاحق الرئيس في عدة مناسبات، وحدث في إحداها اقتحام للممتلكات وهو ما أدى إلى التقدم بشكوى بتهمة الإزعاج وانتهاك الخصوصية".

ويتفق تفضيل ماكرون التزام السرية فيما يتعلق بخططه في العطلات وتجنبه لوسائل الإعلام في مرسيليا مع أسلوب قيادته خلال أول 100 يوم له في السلطة. إذ يمارس الرئيس رقابة شديدة على اتصلات الإليزيه، وهو خفّض بشكل كبير وملحوظ من تواصله مع الصحافيين مقارنة ببعض الرؤساء السابقين، أبرزهم فرنسوا هولاند الذي أراد أن يُنظر إليه على أنه "رئيس عادي"، وكان كثيرا ما يعقد لقاءات صحافية غير رسمية. وفي أول عطلة صيفية له كرئيس للبلاد استقل القطار إلى كوت دو أزور، ووجه الدعوة لوسائل الإعلام للانضمام إليه والتجول معه.

لكن الأمر مختلف بالنسبة لماكرون، الذي أعلن في وقت سابق عن أفكاره "المعقّدة" تجاه الصحافة والصحافيين، وهو لم يُجري أي مقابلات صحافية منذ دخوله الإليزيه في أيار/مايو الماضي، باستثناء مقابلة رئيسية واحدة مع صحيفة "لو فيغارو". هذا الواقع دفع صحيفة "لوموند" للبحث وراء أسباب امتناع ماكرون عن الصحافيين، والتي خلصت إلى أن الرئيس يُفضّل التحدث إلى الفرنسيين مباشرة من خلال الخطابات وليس عبر وسائل الإعلام التي يعتبر أن العديد منها ليس مؤهلاً لفهم كلماته وإدراك مقاصده، وهو ما أكّدته مصادر عديدة مقرّبة ما ماكرون، ما دفع مجلة "ماريان" للسخرية من هذا الأمر بنشرها غلافاً تحت عنوان "نحن لا نفهم الرئيس ماكرون"، كما نشر موقع "بازفييد فرنسا"، تقريراً ساخراً بعنوان "10 جمل من ماكرون التي هي معقّدة بالنسبة إليك، نأسف أيها الأبله".

وكثيراً ما وُجهت انتقادات إلى الحكومة الجديدة للرئيس ماكرون بشأن العلاقة مع الصحافة، إذ اعتبرت النقابات التي تمثّل الصحافيين في حوالي 20 مجموعة إعلامية في فرنسا أن الحكومة تُرسل إشارات مقلقة للغاية من العدائية تجاه استقلالية الصحافة. وفي بيان أصدرته في حزيران/ يونيو الماضي اتهمت "فروع "جمعية الصحافيين" الحكومة باستخدام الضغوط والتهديدات القانونية ضد صحافييها. ومن الموقعين فرع جمعية الصحافيين في "وكالة فرانس برس"، اضافة الى صحف واذاعات وتلفزيونات مثل "لوموند" و"ليبراسيون" و"ليزيكو" و"راديو فرنسا" و"أوروبا 1" و "بي أف أم تي في" و"فرانس 2".