OTV تصطاد خصمين.. بعراك واحد

نذير رضا
الإثنين   2017/07/10
العراك كشف وجهاً سلوكياً لشلاش بوصفه شبيحاً، يحتكم الى البلطجة في الحوار التلفزيوني
لا تتوافر فرصة اعلانية لبرنامج تلفزيوني، أفضل من عراك بين ضيفين، إختلفا، فشتم أحدهما الآخر، وضربه على الهواء مباشرة.. وحقق إثره البرنامج الذي انطلق بأولى حلقاته على قناة "أو تي في"، جلبة، عادت عليه بفائدتين: الاولى ترويجية، والثانية سياسية.
 
وأثار مقطع تلفزيوني انتشر في "فايسبوك"، ليل الأحد، جدلاً واسعاً في صفوف رواد الموقع الازرق، بوصفه حدثاً بجرعة عالية من السوقية، يظهر عضو مجلس الشعب السوري السابق أحمد شلاش يتهجم على الشيخ بلال دقماق، ويرميه بكوب الماء ويشتمه قبل الانقضاض عليه، خلال حوار تلفزيوني جمع الطرفين في أولى حلقات برنامج "بالمباشر" الذي يقدمه رواد ضاهر على الشاشة البرتقالية. المقطع الذي يناهز الـ20 ثانية، أظهر الهجوم، ثم التهدئة حين تدخل موظفون في الاستديو لفض الاشكال والفصل بين الضيفين، من دون إبراز العبارات التي استفزت شلاش. 

مشاركة المقطع، انتقصت من آراء رواد الموقع الأزرق اللبنانيين، كون القضية لم تُعلن بتفاصيلها من جهة، وكون وجه شلاش ليس مألوفاً بالنسبة لجمهور لبناني، ربما يتابع شلاش في منشوراته المثيرة للجدل في حسابه في "فايسبوك" بما يتخطى متابعة حواراته. وبعدما تكرر ظهور دقماق على الشاشة نفسها، بما يخدم الرأي المعارض لموقف المحطة، ومن ورائها "التيار الوطني الحر"، في مقاربة الأزمة السورية، استثمرت "او تي في" في السمة الابرز لشلاش وخصمه في الحوار، كونهما شخصيتين مثيرتين للجدل، للانطلاق في البرنامج.

على ان الاستثمار في الاثارة بالجدل، أريد منها الترويج للبرنامج، من غير الرهان، بالتأكيد، على أنهما قد يصطدمان، وهي منفعة اضافية عادت على برنامج ينتمي الى فئة الـ"توك شو" التي لم تعد تحقق أرقاماً قياسية بأعداد المشاهدة خلال العامين الاخيرين. 

ورغم أن العراك هو تقليد تلفزيوني عفا عليه الزمن، منذ شيوعه قبل 10 سنوات، وتعميمه قبل 5 سنوات، وانحساره قبل عامين، واندثاره منذ مطلع العام الحالي، إلا أن هذا التقليد يكشف وجهاً سلوكياً لشلاش بوصفه شبيحاً، يحتكم الى البلطجة في الحوار التلفزيوني. 

ولعل إدانة شلاش، وسلوكياته على الشاشة، تصبح من غير معنى إذا ما أُسقِطت على المنفعة السياسية التي عادت على القناة. فهذه الواقعة، تظهر المرتبطين بالملف السوري، متشابهين في السلوك و"البلطجة"، ولو أنهما متنافران في السياسة. يتقاطعان عند نقطة الاحتكام لسلوك تلفزيوني بات في حكم "المندثر والمعيب"، ويلتقيان أيضاً في نقض السبل الديموقراطية لتنظيم الاختلاف والخلاف.

القناة التي تعتقد أن الراحة اللبنانية تتمثل في خروج السوري اللاجئ، كما كان الامر قبل 2005، ترى أن وجود الطرفين، وعراكهما لا يتعارض مع نظرتها للسوري المقيم. وخدمة العراك لها تتمثل في أن سلوكيات شلاش امتداد لرؤية لبنانية تكونت عن السوري في زمن الوجود السوري في لبنان قبل 2005.. وهي بذلك تثبت الاعتقاد الراسخ عن صورة الحاكم السوري وسلوكياته. أما الطرف الاخر، أي دقماق، ولو أن ما أظهره الفيديو كان أقل حدة، بعد اقتطاع العبارات المسببة لهجوم شلاش، فيمثل السوري المعارض الذي يرفضه "التيار الوطني الحر" اساساً، بوصفه مخيفاً وحليفاً لمعارضين آخرين أرادوا الساحة اللبنانية "امتداداً ملتهباً" للساحة السورية، ويهددون وجود لبنان الكيان. بذلك، يتشابهان، ويتقاربان، لدرجة أن القناة اصطادت خصمين، بعراك واحد.