ضحكة فيروز الباعثة للأمل

نذير رضا
الأحد   2017/06/18
لا يهم ما الذي تحضره فيروز.. ضحكتها التي تملأ المكان تكفي

لا يهمّ ما تحضر له الكبيرة فيروز، في استديو التسجيل.. ولا يهم أي أغنية تضع صوتها عليها. فكل المعلومات عما تحضر له، مازالت ضبابية. اكتفت ابنتها المخرجة ريما الرحباني بنشر مقطعين صغيرين في صفحتها في "فايسبوك"، تظهر فيهما فيروز في الاستديو، تتابع الكلمات وتسجل أغنية، من غير الكشف عن مزيد من التفاصيل.

الصورة وحدها، فأل خير بالنسبة لعشاق سفيرتنا الى النجوم. ضحكتها، غمرة أمل كبيرة بأن فيروز، في عمر الـ82، لا تزال قادرة على العطاء، وعلى إسعاد جمهورها. لا يهم ما ستقدمه. المهم بالنسبة الى هؤلاء، شيء جديد ينتظرونه من فيروز. أغنية، مقطع غنائي، ألبوم، بروفا لحفلة، أم كواليس تسجيلها لأغنيتها الأخيرة (ترنيمة في ملكوتك)... كل شيء وارد، لكنه لا يزال قيد الكتمان.



اللافت في المقطع أن ضحكة فيروز تملأ المكان. تعترف بأنها تضحك الآن.. وهي الضحكة التي تطمئن مريديها، وتزيدهم قناعة بأن العمر لا يقف حائلاً دون الأمل.

نقرأ في التعليقات هذا الأمل، وهذا الانتظار. طيف عاصي الرحباني يلوح في المقطعين على سبيل ضبط الحروف، وضبط الموسيقى. تنقطع الصورة، وتعود من زاوية مختلفة. فيروز تسجل من بعيد، وتضحك بلقطة "كلوز" في وجهها. تحسن ريما تقديم أمها، بعد انقطاع عن الجمهور، وابتعاد مقصود عن القيل والقال. فالابنة، تكمل استراتيجية والدها: فيروز في داخل سور منخفض، تطلع على كل ما يجري حولها، وتلوذ بالصمت. لا تحتك، ولا تشارك بالمهاترات، ولا ترد على الشائعات. وبقيت، مرتفعة، كنجمة من داخل السور، تلمع كل ما كان هناك أي جديد.

فيروز في الفيديو، تبعث على الأمل. هذا إجماع المعلقين الذين تخطوا مرحلة الانتظار اليائس. لا يزالون بحاجة اليها، كمطربة تقدم جديداً من وزن الحب، أو الوطن، أو الوجدانيات.. وكإنسانة تبعث بضحكتها كل ما تغنيه.

الإعلان الضبابي، ورد في صفحات ريما في "إنستغرام" و"فايسبوك"، يظهر فيروز من داخل استديو التسجيل. وتبدو فيه وهي تصحح كلمات الأغنية داخل الاستديو قبل وضع صوتها وتتحدّث مع ابنتها الموجودة في غرفة هندسة الصوت.