روسيا تحتفل بالنصر على النازية.. في سوريا

المدن - ميديا
الثلاثاء   2017/05/09
احتفال عسكري سابق في حميميم (سبوتنيك)
لا مجال للدهشة أمام مشهد الاحتفال الضخم الذي أقامته روسيا في قاعدة حميميم العسكرية بريف اللاذقية، احتفالاً بالذكرى الـ72 للانتصار على النازية، بالتزامن مع احتفالات موازية في موسكو حضرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث باتت تلك المظاهر روتينية في كل مناسبة رسمية أو تقليدية يحتفل بها الكرملين.


ونقل التلفزيون السوري الرسمي الاحتفالات مباشرة من الساحة الحمراء في موسكو، مع تصريح لبوتين بأن "عيد التاسع من مايو تحتفل به كل أسرة في بلادنا العظيمة، ونحيي قدماء الحرب ونشعر بالقرابة الوثيقة مع جيل المنتصرين"! بينما عرضت قناة "روسيا اليوم" مقطع فيديو للاحتفالات الروسية في حميميم، والتي يظهر فيها متحدثون بالعربية والروسية، مع عرض عسكري ضخم.



في ظل ذلك، يشعر كثيرون أن سوريا تحولت إلى مجرد ولاية روسية تحت حكم الكرملين، بطريقة أو بأخرى، منذ التدخل العسكري الروسي لصالح النظام، خريف العام 2015، وما تبعه من تزايد مضطرد لنفوذ موسكو، التي أنشأت قواعد عسكرية دائمة لها في البلاد، مثل "حميميم" مع أنباء عن قواعد أخرى لم يتم الإعلان عنها رسمياً في مناطق مثل عفرين شمالي البلاد، حسب مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، إلى جانب نشرها قوات من الكوماندوز الشيشاني لضمان وجودها الاستراتيجي في المنطقة على المدى البعيد.

وقاعدة حميميم الجوية هي قاعدة جوية روسية تقع قرب مدينة جبلة بريف اللاذقية مخصصة للجنود الروس فقط، وتستخدمها موسكو بموجب اتفاقية مع رئيس النظام بشار الأسد العام 2015، تتيح لها حق استخدام قاعدة حميميم في كل وقت، من دون مقابل، ولأجل غير مسمى. ويتم استخدامها منذ بداية التدخل العسكري الروسي، لشن غارات جوية على مناطق سيطرة المعارضة، ما أدى إلى مقتل آلاف المدنيين.. وهنا المفارقة بين الانتصار على النازية وارتكاب جرائم الحرب بذريعة مكافحة الإرهاب.


يذكر أن "عيد النصر" هو ذكرى استسلام ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وهو عيد وطني تحتفل به روسيا وعدد من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق أيضاً، ويستعرض الجيش الروسي، كل عام، قدراته ومعداته الحربية في الساحة الحمراء في موسكو، حيث تقام العروض العسكرية بحضور كبار المسؤولين والضباط في الجيش.

ومنذ التدخل العسكري الروسي، بات إعلام النظام الرسمي وشبه الرسمي، شديد التعلق بنقل أخبار روسيا، لدرجة بات يساوي فيها بين بوتين والأسد وبين جيشي البلدين بل وحتى تفضيل الجيش الروسي على جيش النظام، وكان ذلك واضحاً في احتفالية الإعلام السوري غير المسبوقة بعيد تأسيس الجيش الروسي قبل أشهر، في نوع من الحرص الشديد على إظهار "الامتنان" الرسمي للكرملين في شكل من أشكال التملق السياسي - الإعلامي، بموازاة بثه الأغاني الروسية والمسلسلات الروسية باستمرار كنوع من التملق الثقافي أيضاً من النظام لحليفه الأقوى.