عجز النخبة بصورتها اللبنانية

نذير رضا
الأربعاء   2017/04/12
من الشعارات المرفوعة عبر هاشتاغ #آخر_مرة_صارت_الانتخابات

لا يختصر وسم #آخر_مرة_صارت_الانتخابات نقاشات السوشيال ميديا، وحالة الاعتراض اللبناني على تمديد البرلمان لنفسه. ثمة أكثرية تحتفل، وتبرر، أو تراقب المشهد الاعتراضي بصمت وابتسامة خبيثة. فالانتصار لخيارات الزعيم، بحسبها، هو انتصار لاستمراريتها معه، وبه، وهم أبلغ سبب للإحباط في بلد يدّعي الديموقراطية.

المضحك أن بعضاً من هؤلاء لم يجد ركيزة صلبة يستند إليها في موقفه. فحين تقدم النائب نقولا فتوش بالمقترح، كان التوجه للتبرير بأن تأجيل  الانتخابات أفضل من إبقاء الأمر على ما هو عليه، وأفضل من إجراء انتخابات لا تحصّل حقوق اللبنانيين! وحين تعالت الأصوات للجوء الى الشارع، اعتراضاً على التمديد، انحرف مسار التبرير الأول، ودخلنا في دوامة "اهتزاز صورة لبنان الديموقراطية".

ليس جديداً القول أن أغلبية من رواد مواقع التواصل، لن تمتلك رأيها، ولا زمام التفكير ببلد، ومستقبل القاطنين في بقعة تحميها التوازنات الدولية من انهيار استقرارها، وتمعن طبقتها السياسية في الوقت نفسه، بخرق الأعراف الديموقراطية، وعقد الصفقات، مطمئنة إلى أن هناك من يُؤْمِن بصوابية قراراتها، ولن يحاسبها لأنه ببساطة، تابع أغلق عينيه.

الإحباط اللبناني اليوم، يتخطى كل المبادرات والمحاولات لرفع سقف التوقعات حول الدولة، أو بانتقال ممارسات حالة "المزرعة الإقطاعية" فيه الى ممارسات ديموقراطية. كل المحاولات من "بيروت مدينتي" الى انتخابات نقابة المهندسين إلى الحراك المدني، هي محاولات نخبوية، واستثنائية، تصطدم حكماً بالاغلبية المؤيدة "ع العميانة" لقرارات سلطة تكفل وجودها، وتوفر لبعض الأتباع الانتهازيين فرصة للبقاء.

عدا عن ذلك، لا توازن عددياً بين المعترضين والمسلّمين، ما يجعل هزيمة فرص التغيير والتعبير عن الغضب معدومة.

ازاء ذلك الاحباط، يتحول الغضب الى سخرية، واستعراض لنكتة موجعة تم التعبير عنها بهاشتاغ #آخر_مرة_صارت_الانتخابات. الألم يتحول إلى سخرية، وابتسامة صفراء من حالة تتكرر، منذ العام ٢٠٠٩، نقف حيالها مسلمين بان "المزرعة" عاجزة عن التطور، ولا سبيل لنا للاعتراض إلا بالضحك من حالنا، آسفين!