"الحياة" توقف الخاشقجي.. نهائياً

المدن - ميديا
الأربعاء   2017/12/13
بعد ثلاثة أشهر على إيقافه عن الكتابة حتى إشعار آخر، على خلفية تغريداته "المتعاطفة" مع جماعة الإخوان المسلمين، قررت صحيفة "الحياة" السعودية إنهاء علاقتها نهائياً بالكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي، إثر "التجاوزات" التي قام بها أخيراً، على حد تعبيرها.


وقالت الصحيفة في بيان: "ساءتنا كثيراً التجاوزات التي صدرت عن الكاتب الموقوف (حتى إشعار آخر) في صحيفة "الحياة" الأستاذ جمال خاشقجي، والتي كان الغرض منها كما بدا واضحاً، التشكيك في الإصلاحات التي تشهدها المملكة العربية السعودية والطعن فيها، والعمل على الإساءة لها من خلال المقالات التي كتبها في صحف عالمية، أو من خلال مشاركات في قنوات تتلخص رسالتها في الإساءة للمملكة واستهداف أمنها ولحمتها واستقرارها، علاوة على التفاعل في مناسبات لم تخرج عن ذلك الإطار، كان آخرها المشاركة في تجمع مشبوه الدوافع والتمويل، أطلق عليه اسم "السعودية أخطاء الماضي وخطر المستقبل"، عقد في العاصمة البريطانية لندن، وحمل في مضامينه الكثير من الإساءة للمملكة".


وتابع البيان:"بالنظر إلى قرارنا الصادر في 11 أيلول/سبتمبر 2017، والمتضمن إيقاف الكاتب حتى إشعار آخر، نظير سلوكه في الكتابة، وتعمده تجاوز الأعراف المهنية في الفترة الأخيرة، وبناءً على توصية من نائب الناشر الأمير فهد بن خالد بن سلطان، تقرر إنهاء العلاقة الصحافية مع الكاتب المذكور إثر تلك التجاوزات، اعتباراً من تاريخه، مع التأكيد للجميع على أن صحيفة "الحياة"، التي تتميز بحرصها على استقطاب كتّاب ومثقفين من الأطياف الفكرية والمذاهب والديانات كافة، لن تسمح بأن ينتسب لها من يحيد عن سياستها التحريرية المتبعة وفق ميثاق شرفها، وستقف بحزم ضد كل من يسعى لتوظيف الصحيفة بتاريخها ومكانتها ومواقفها وتجييرها لأغراض مشبوهة ضد أي دولة عربية كانت".

من جانبه، ردّ خاشقجي على بيان إنهاء علاقته مع الصحيفة من خلال نشره لتعليق مستشار ولي عهد أبوظبي، عبد الخالق عبد الله، على قرار الصحيفة بإيقافه عن الكتابة نهائياً. إذ كتب عبد الله في تغريدة قائلاً "صحيفة الحياة تنهي علاقتها بجمال خاشقجي بقرار من ناشرها الامير خالد بن سلطان، أهم الأسباب ميوله الإخوانية ومشاركته مؤخرا في تجمع للمعارضة السعودية ودفاعه عن قطر. كان جمال خاشقجي صاحب اهم مقال اسبوعي في الحياة واصبح من إبرز كتاب المقال في الوطن العربي"، ليرد عليه خاشقجي قائلاً: "وسأظل بإذن الله، لا أكتب إلا ما يمليه علي ضميري. فمصداقية الكاتب هي السمعة التي تبقى له".


وبعد صدور قرار إيقافه من قبل صحيفة "الحياة" في أيلول/سبتمبر الماضي، كان خاشقجي قد تعهّد بمواصلة الكتابة، حيث نشر بعدها سلسلة مقالات في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية وغيرها من الصحف الأجنبية. وعقب مقتل الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، على يد الحوثيين، نشر خاشقجي مقالاً في "واشنطن بوست" تعليقاً على هذا الحدث. وتحت عنوان "بموت علي عبدالله صالح، السعودية تدفع الثمن لخيانة الربيع العربي"، انتقد خاشقجي موقف الرياض منذ تفاقم الوضع في اليمن.

وسبق لخاشقجي أن علّق على عدد من الإجراءات التي اتخذها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وكان أبرزها اعتقال عدد من العلماء والدعاة والحقوقيين في المملكة قبل شهرين، وكذلك توقيف عدد من الأمراء في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، للتحقيق معهم بتهم تتعلق بالفساد، بحسب القرارات الملكية التي صدرت قبل عدة أسابيع، في فندق "ريتز كارلتون" في الرياض.