"تويتر" ميشال سليمان وإليسا ومارسيل غانم: "فولورز" ولكن..

علي عواضة
الجمعة   2014/12/19
الهوس بـ"الأكثر شعبية"، يزداد حدة في موقع "تويتر". نجومية أحدهم تُحدّد بأرقام المتتبعين لحسابه الشخصي (followers). هو اختبار يقلق نجوم السياسة، الفن، والاعلام... لذا، ظهرت شركات تجارية مخصصة في "بيع" متتبعين (فولورز)، ما يخفف الضغط النفسي عمّن تضخمت أناهم.


كثيرة هي الوجوه السياسية، الفنية، والإعلامية صاحبة مئات الألوف أو حتى ملايين المتتبعين في "تويتر". لكن، كما تعلمنا في صفوف الابتدائيّة، "ليس كل ما يلمع ذهباً". تأتي شركة "سوشيل بيكرز" (Social Bakers) العالمية لإحصاءات الإعلام الاجتماعي، لتزوّد الراغبين باكتشاف المتابعين المزيفين، أو غير النشطين، بأداة هي تطبيق يكشف، بنسبة مئوية، أعداد "الفولورز" المزيفين/الفارغين، أو المشكك بهم في حسابات "تويتر" للأفراد. وعبر هذا التطبيق، قمنا باختبار حسابات بعض المشاهير والأسماء المؤثرة في الرأي العام اللبناني والعربي، باستخدام هذا التطبيق الكاشف... وكانت النتيجة كالتالي:

نتيجة الإختبار البسيط، تكشف أن "تويتر" الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، يحظى بالحصة الكبرى من المتتبعين ذوي الحسابات الفارغة، أو غير النشطة، مقارنة مع سياسيين لبنانيين. وتبلغ النسبة 67 في المئة اي 136,721 "فولور" فارغ من أصل 204,062 متتبعاً.

فنياً، تحتل الفنانة إليسا المرتبة الأولى بالمتتبعين المزيفين. هي التي تملك 4.7 مليون متابع، ومنها 73% من الحسابات الفارغة، اي بما يقارب 3.4 مليون "فولور". وننتقل الى الوجوه الاعلامية، فيأتي مارسيل غانم بنسبة 74% من "الفولورز" المشكوك بهم، اي ما يقارب 102,237 من إجمالي عدد متتبعيه والذي يبلغ 324,409.

ويعمل التطبيق بأداة بسيطة جداً. شركة "سوشيل بيكرز" تأخذ عيّنة من 2000 "فولور" من حساب المستخدم. تقوم بتصنيف حساب ما على انه مزيف او مشبوه به على النحو الاتي:
هو حساب فارغ من دون اي تغريدات، أو حساب مرّ عليه شهران من دون صورة او معلومات عن المستخدم. ثانياً، تأخذ بعين الاعتبار التغريدة التي تُعاد مشاركتها أكثر من ثلاث مرات حتى لو تم نشرها في حسابات مختلفة. أخيراً، الحساب الذي تتضمن تغريداته أكثر من تسعين في المئة من التغريدات المعاد توجيهها (ريتويت). والجدير بالذكر، ان تلك الحسابات تكون مبرمجة الكترونياً لإعادة التغريد بشكل اوتوماتيكي.

الآن نبدأ بامتحان "الفولورز" الوهميين لبعض النجوم. اخترنا أسماء بارزة من أصحاب "الجمهور الكبير" في "تويتر".
وتنقسم نتائج البحث بين المتتبعين الجيدين، غير النشطين، والمتتبعين المشكوك بهم. الفرق بين "الفولور" الوهميّ وغير النشط، أنّ الاخير يعود لحسابات أشخاص حقيقيين، لكنهم لا يغردون بشكل نظامي، في حين أن الوهمي هو الذي لا وجود فعلياً له سوى في "تويتر" (تتلخص نتائج الإحصاء في الصورة أدنى هذا المقال).

وعادة ما يحصل النجوم، وليس بالضرورة ممن ذكرت أسماؤهم في الجدول أعلاه، على "فولورز" من خلال شركات تسويقية متخصصة. تبيع متتبعين ومعجبين في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، لقاء مبالغ زهيدة نوعاً ما.

وتدّعي شركة لبنانية، وهي "أول ريل فانز"( All Real Fans)، أنها  تبيع معجبين وهميين من جنسيات عربية وأجنبية،  لكنها "تبدو حقيقية". تقدم عروضات مختلفة. منها  شراء ألف "فولور" في "تويتر"، مقابل ثلاثين دولاراً أميركياً. وإضافة الى ذلك، توفّر خدمات تفاعل وإعادة تغريد في مقابل اشتراكات شهرية، تتراوح ما بين 55 و485 دولاراً، بحسب الكمية المطلوبة.

ويخبر "زبون" كان قد كلّف بشراء "فولورز" لإحدى الفنانات، أن الموظف الذي تلقى اتصاله أخبره بأن تسعين في المئة من زبائن الشركة من الوجوه المعروفة، من المغنين، ومصففي الشعر، وخبراء التجميل والسياسيين، وبينهم مدراء في فنادق وشركات كبيرة. لكنه رفض الكشف عن أي إسم منهم. ورداً على استفسار حول قيام الشركة ببيع متتبعين وهميين لا جدوى منهم، قال الموظف للزبون إنه من الأفضل ان يظهر عدد كبير من المعجبين في حسابات الفنانين، ذلك انها "منيحة أكتر للصورة".

والحال، إن التطبيق الفاحص ينبّه، لدى كشفه عن نسبة مرتفعة من المعجبين الوهميين، بعبارة إن هذا "علم أحمر". ويحث المستخدم على اتخاذ الاجراءات اللازمة لتنظيف الحسابات من متتبعين غير ضروريين، ما يعني أن الخبراء الفعليين لا يرون في تضخيم زائف لـ"الفولورز" اي فائدة، بل ربما العكس...