موسيقيو التكنو في العالم يهدون بيروت أفضل إبداعاتهم

علاء رشيدي
الأحد   2020/09/20
الإيراني الأميركي داب فاير
24 موسيقياً، من 24 مدينة مختلفة، قدموا لمدة لـ 24 ساعة متواصلة موسيقى التكنو، بهدف جمع التبرعات لمدينة بيروت في مواجهة انفجار المرفأ، هذه الفعالية بعنوان "معاً لأجل بيروت" انقسمت إلى جزأين: الأول في 22 آب، والثاني في 13 من الشهر الجاري. 


جاء في البيان الخاص بالفعالية: "بينما لايزال العالم يواجه التحدي المفروض عليه بسبب تداعيات فيروس كوفيد-19، أصيب لبنان بكارثة إنسانية أخرى، أدت إلى وفاة مئات الأشخاص، وإلحاق الأذى بالآلاف الآخرين منهم. هذا الإنفجار الكارثة الذي وقع في مرفأ بيروت ترافق مع أصعب الظروف الإقتصادية التي يتعرض لها البلد في تاريخه الحديث، والذي هز كيان لبنان بأعمق ركائزه". ونظم الفعالية موقع Beatport، الذي تأسس في دينفر الولايات المتحدة العام 2004، لأجل تمكين الموسيقيين من عرض وبيع أعمالهم الموسيقية عبر الوسيط الإلكتروني، ثم ما لبث أن تمدد مشروع الموقع إلى مدن أخرى مثل لوس أنجليس وبرلين، ليصبح واحداً من المواقع الرئيسة في الإنتاج الموسيقي...

 

نيكول مبادر

قامت بالمبادرة الموسيقية اللبنانية البريطانية نيكول مبادر، التي بدأت مسيرتها المهنية بتحقيق الحفلات الموسيقية في بيروت، قبل انتقالها إلى لندن حيث أسست لتجربتها كمنتجة موسيقية. أنتجت في العام 2013 ألبومها الأول بعنوان "إيمان". ونشرت مقالات عن تجربتها في "نيويورك تايمز"، السي إن إن، ومجلتي "بايبر" و"ميكس ماغ". وفي العام 2014، أطلقت برنامجها "مود راديو" الذي يبث اسبوعياً في خمسين دولة وعلى أكثر من 70 محطة راديو، وفاز عام 2016 كأفضل برنامج موسيقي على الإنترنت.

افتتحت نيكول مبادر الفعالية، ووصفت الفكرة بأنها "ماراثون موسيقي لأجل الحصول على دعم لأولئك الذين بحاجة له من أهل بيروت". وقدمت لأبرز الأسماء الموسيقية المشاركة:

جون ديغويد

 البريطاني جون ديغويد، الذي يصنف بكونه واحد من أكثر فناني هذا النوع الموسيقي تأثيراً. عرف في التسعينيات مع الألبوم المشترك مع الدي جي ساشا بعنوان "النهضة أو التنوير" (Renaissance) وهو تحية من موسيقى التكنو إلى عصر النهضة الإيطالية. وأسس ديغويد العلامة الموسيقية الخاصة به، (بيدروك Bedrock )، وهو إصدار موسيقي سنوي يتضمن أبرز التسجيلات التي اختارها الفنان من عالم التكنو، ووصلت اصدراته إلى عشرين ألبوماً، كما استلهم ديغويد الأدب في واحدة من مؤلفاته بعنوان "المسافر"، مستلهمة من رواية ديستوبية بنفس العنوان للروائي جون تويلف وتنتقد العالم المسيّر من قبل السلطات والخاضع للرقابة المستمرة.

ويعتبر برنامج الردايو الموسيقي الذي يعده وينتجه جون ديغويد تحت عنوان "تحولات"(Transitions) البرنامج الثاني في مجال النوع الموسيقي الأكثر شهرة في العالم، يسمع في أكثر من 70 بلداً، وقد وصلت حلقاته إلى نحو 836 حلقة على امتداد عشرين عاماً 2000-2020. يعرف جون ديغويد بيروت جيداً، وقد قدم فيها أكثر من حفل فوروم بيروت(2004)، (BO18، 2006)، وأعرب فيها عن إعجابه بالمكان BO18، ومعدات الصوت فيه كما قدم في 2014 حفلة في ستايشن (بيروت)، كانت الأكبر من بين حفلاته في المدينة. قال ديغويد في الساعة الخاصة له: "كل التضامن منا لمدينة عرفنا فيها أبرز ساعات الموسيقى، وأبرز المستمعين. بيروت العزيزة على الجميع، هي في القلب، نحاول ما أمكننا التعاضد معها في الكارثة التي ألمت بها".

 

كارل غريغ

يعتبر الأميركي كارل غريغ من أبرز الأسماء أيضاً، وهو من الرباعي المؤسس لموسيقى التكنو حين انطلقت في الثمانينيات من القرن الماضي في مدينة ديترويت الأميركية. حمّل غريغ قضايا التمييز العرقي خصوصاً في ألبومه بعنوان "المزيد من الأغاني لأجل الطعام والفن الثوري"(1997). ومن بعدها افتتح مساراً تجريبياً في موسيقى التكنو وقدمها إلى جانب أعمال الموسيقى الكلاسيكية المفاهيمية، وقدم ألبوما بعنوان "مبرمج"،(1999) مع إينرزون أوركسترا. وكذلك ألبومه "معاد التأليف"(2008) مع الموسيقي الألماني موريتز فون أزولد ويتضمن ألحاناً مينمالية تصاعدية تمتد على طيلة دقائق الألبوم. وقدم كارل غريغ في عام 2015 حفلاً في بيروت في (Grand Factory)

"ملك الليالي الراقصة"

على أن أكثر المشاركين شعبية وجماهيرية في فعالية بيروت، البريطاني كارل كوكس والملقب "ملك الليالي الراقصة" بإعتباره من أكثر مدمجي الموسيقى نشاطاً ومشاركةً في الفعاليات الموسيقية العالمية. برز اسمه مع نهاية الثمانينيات من القرن الماضي ومع صعود نجم جزيرة إيبزا الإسبانية حيث قدم فيها أبرز حفلاته، وأصبحت الجزيرة مقصداً سنوياً صيفياً لمحبي موسيقى التكنو بين أعوام 200-2006. عمل لفترة مع برنامج الأول لموسيقى التكنو في العالم، أي برنامج قناة البي بي سي ( Essential Mix)، ليؤسس من بعدها برنامجه الخاص عام 2017 تحت اسم "العالمي"(Global). تحضر الأغاني بكثافة في مقطوعات كارل كوكس، وتتميز ألحانه وإيقاعاته بالراقصة والمرحة وتحتفظ بكثير من مميزات موسيقى الديسكو. أصدر عدة ألبومات أشهرها: "عند نهاية الكليشيه" (1996)، "فيتور"(2000)، "الإشارة الثانية"(2005)، "كل الطرق تؤدي إلى حلبة الرقص"(2011). أيضاً قدم كوكس في بيروت عام 2019 حفلاً في المصنع الكبير Grand Factory.

 عناصر الطبيعة

ومن المشاركين الإيراني الأميركي داب فاير Dubfire الذي تميز بأسلوبه الخاص في عالم التكنو المائل إلى المينمالية التقليلية بالإضافة إلى الإيقاعات السريعة، الصارمة والقليلة اللحنية، وهذا ما جعل مقطوعاته "الإنبعاث" (2007)، و"أشعر السرعة"(2007) من أفضل التسجيلات في سنوات صدورها. في عام 2007، أطلق العلامة الموسيقية الخاصة به تحت اسم (العلوم + التكنولوجيا). وفي العام 2008 اعتبرته عدة مراجع في مجال موسيقى التكنو أفضل موسيقي تكنو وأفضل مؤلف موسيقي مينمالي تقليلي، من هذه المراجع موقع Beatport، مجلة ميكس ماغ، وراديو بي بي سي. ألف أبرز ألبوماته مع الموسيقي الألماني أوليفر هانتمان، مستلهما عناصر الطبيعة الأربعة، والتي حملت المقطوعات أسماءها "ماء، تراب، هواء، نار" ألفاها بين عامي 2009-2014.

وشارك في الفعالية البريطاني داميان لازاروس، الفلسطينية سماء عبد الهادي، الألماني كريس ليبينغ، الأميركي لويس فيغا، البريطاني نيك فانيسيولي، والثنائي الألماني بان بوت، والأميركي يوسف كالديرون، والبرازيلية الصاعدة آنا، قدموا 60 دقيقة تحت عنوان "معاً لأجل بيروت".

باختصار ها هي موسيقى التكنو التي طالما وسمت بأنها موسيقى لاهية راقصة، يلتزم موسيقيوها بموضوعة المساعدة في الكارثة الإنسانية التي تعرضت لها بيروت، لينتجوا لأجلها 24 ساعة، من 24 مدينة.