"ريد زون" في بيروت: مهرجان يعرض أعمالاً دعمها

روجيه عوطة
الخميس   2018/05/03
أعمال المهرجان تقارب موضوعات تتعلق بحرية التعبير

بالشراكة مع مؤسسة KKV  النرويجية، يطلق المورد الثقافي اليوم مهرجان "ريد زون"  في عدد من المساحات الثقافية في بيروت. خلاله، سيجري تقديم خمسة من الأعمال الفنية المختلفة، وسيستمر حتى الثامن من الشهر الجاري.

عن المهرجان، وتنظيمه، وأعماله، مقابلة لـ"المدن" مع منسقة الإعلام والإتصال في "المورد الثقافي" دانا المهاجر (د.م)، ومديرة "المورد" إيلينا ناصيف (إ.ن).

بدايةً، تعريف بمهرجان الريد-زون

د.م: مهرجان أطلقته مؤسسة KKV KirkeligKulturverksted (النرويج)، يسعى إلى تقديم أعمال فنية تقارب مواضيع تتعلق بحرية التعبير. قدمت دورة 2013 في العاصمة النرويجية أوسلو، وعام 2014 في كل من القاهرة وبيروت ودورة 2016 في كل من تونس وبيروت ضمن إطار الدورة السابعة من مهرجان الربيع الذي نظمه المورد الثقافي بالتعاون مع جمعية شمس (لبنان) ومسرح وسينما الريو ومسرح الحمراء (تونس).

يقدم المورد الثقافي هذه السنة، بالشراكة مع KKV، وبالتعاون مع جمعية شمس وستديو زقاق (لبنان) دورة 2018 من مهرجان ريد زون في بيروت من 3 حتى 8 أيّار وذلك بعد اختيار خمسة أعمال فنية حازت على منح إنتاجية إستثنائية عام 2017 ليكون عرضها الأول ضمن المهرجان.

-  ما الذي يميز هذا المهرجان عن المهرجانات الفنية الأخرى؟

د.م: الشراكة الفنية بين مؤسستين لدعم أعمال تقارب موضوعات تتعلق بحرية التعبير وتقديم هذه الأعمال في مدينة عربية على الأقل وفي أوسلو العاصمة النروجية.

الذي يميّز هذه الدورة أن المهرجان أطلق منح استثنائية باسمه قبل عام لدعم انتاج اعمال تعرض لأول مرة في المهرجان الحالي في بيروت، بمعنى أنه ليس منصة عرض فقط، بل أنه، وقبل ذلك، جهة داعمة.

على أي أساس جرى اختيار الأعمال المشاركة؟

د.م: أطلق المورد الثقافي بالتعاون مع مؤسسة KKV دعوة مفتوحة للفنانين العرب بالتقدم إلى منحة إنتاجية استثنائية لدعم أعمال إبداعية في مجالات الرقص والمسرح والموسيقى والفنون البصرية والتجهيزات المتعددة الوسائط في أيار 2017 واختيرت المشاريع التي حازت المنحة من قبل لجان تحكيم مستقلة.

اللجان التي اختارت الأعمال الخمسة هي:

في مجال الفنون البصرية: طارق أبو الفتوح (مصر)، لاريسا صنصور (فلسطين)، تمّام عزّام (سوريا)

في مجال الموسيقى: فتحي سلامة (مصر)، كاميليا جبران (فلسطين)، زيد حمدان (لبنان)

في مجال الرقص والمسرح: حنان الحاج علي (بيروت)، سليمان البسام (الكويت)، سمر حداد كينغ (فلسطين).

هل للدورة الحالية وجهة مختلفة عن سابقتها من ناحية  نوع الأعمال أو موضوعتها؟

د.م: ليس للدورة الحالية وجهة مختلفة عن سابقاتها من حيث نوع الأعمال ولا من حيث الموضوعات. لكننا، قدّمنا هذه الدورة بالتركيز على مسألة الصراع بين السلطة والفن، لا سيما في المنطقة العربية، حيث تستطيع السلطات السياسية أن تقونن الأعمال، وتتيح لها العرض أو تمنعها، بالإضافة إلى تغييرها أو اختزالها. بالتالي، وجدنا أن المهرجان قد يكون خطوة من خطوات دعم الفن وإنتاجه في مواجهة هذه السلطات، لا سيما حين يعالج مواضيع تتعلق بالحرب والدين والجنسانية وغيرها.

- من جهة أخرى، متعلقة بالمورد الثقافي، هل تنظيم مؤسستكم لهذا المهرجان يندرج في سياق تطويره لدعم الفن في العالم العربي؟ بمعنى آخر، هل تعملون على وضع خطة شاملة لدعم الفن، لا سيما بعد حوالي عقد ونصف على شروع المورد في عمله؟

إ.ن: نحن في صدد وضع استراتيجية جديدة للمورد تقوم بالنظر إلى إنجازات الأعوام السابقة، وقراءة تحديات الإنتاج الثقافي المستقل حالياً، عدا عن إمكانيات العمل الثقافي خارج الولاءات الضيقة في ظل ظروف الدول العربية المختلفة. وذلك، لكي نتمكن من تحديد نهج ناجح يسمح لنا بالعمل بالشراكة مع جميع الأفراد والمؤسسات الذين يشكلون مجتمع المورد الثقافي، فضلاً عن فاعلين ثقافيين أساسيين في المنطقة.

من الصعب في ظل الظروف الحالية على مؤسسة واحدة أن تضع خطة شاملة لدعم الفن بكل تفرعاته وفي معظم دول المنطقة العربية. ما يسعنا القيام به في المرحلة القادمة هو دور التيسير لمشروع يشارك في صياغته أكبر عدد من منتجي الثقافة من فنانين وإداريين وأكاديميين وغيرهم من القطاع غير الحكومي، بالإضافة إلى شركاء محتملين من القطاع الحكومي والخاص. لنا تجارب ناجحة بالشراكة مع القطاع الحكومي كمثال تجربة تونس بلد الفن عام 2016 والتي ساهمت بتعزيز العلاقة ما بين القطاعيين الحكومي وغير الحكومي وشكلت رافعة للقطاع.

- كيف ينظر المورد الثقافي إلى المشهد الفني في العالم العربي، وإلى ماذا يحتاج، في صعيد الإنتاج ومأسسته، لكي يغدو أفضل؟

إ.ن: يتسم المشهد الفني والثقافي في المنطقة العربية بكون مشهد مركّب جداً ولازلنا بحاجة إلى الكثير من الدراسات لقراءة المشهد بشكل علمي يسمح لنا فهم التداخلات ما بين أشكال الإنتاج المختلفة وأنماط إستهلاك واستخدام المنتجات الفنية والثقافية محلياً في كل دولة على المستويات الوطنية والجهوية كما على المستوى الإقليمي وعلى المستوى الدولي.

ما هو ظاهر اليوم ان الانتاج الفني ما زال يحتاج إلى مؤسسات حكومية وغير حكومية تلتزم دعم المنتج غير التجاري، بحيث تسمح للفنان أن يطور أدواته ولغته ومشروعه الفني بشكل مستقل عن سيطرة السوق. هذا لا يعني ان ليس للسوق دور في عملية الإنتاج، بل المطلوب أن نسمح لأشكال مختلفة من الإنتاج بالتعايش، بحيث يبقى هناك مجال للتعامل مع المنتج الفني كسلعة، وكأصول عامة تخدم الصالح العام.