أحمد الشيطي: لا أريد مشاهدة فيلم "ورد مسموم" (2-2)

أحمد شوقي علي
الخميس   2018/12/13
السينمائيون يتعاملون مع الأدب بالمنشار، وحساسية السينمائي غير حساسية الأديب
عندما اتصلتُ بالروائي أحمد زغلول الشيطي، للاتفاق على إجراء هذا الحوار، وكان ذلك في اليوم التالي على عرض فيلم "ورد مسموم" المأخوذ عن روايته في مهرجان القاهرة السينمائي، وقبل إعلان فوزه بثلاث من جوائزه، سألته عن رأيه فيه، فأخبرني أنه لم يشاهده بعد، فاتفقنا وسط حماس شديد من جانبه على أن نشاهد الفيلم سويًا في السينما بعد اللقاء، حتى أنه طلب مني أن أذهب فورًا لحجز التذاكر خوفًا من نفادها.

كان لقاؤنا بعد يوم واحد من فوز الفيلم بالجوائز الثلاث، وهي جائزة صلاح أبو سيف في مسابقة "آفاق" للسينما العربية، وجائزة أفضل فيلم عربي في المهرجان، بالإضافة إلى جائزة صندوق الأمم المتحدة للشباب. وخلال الحوار الذي امتد نحو أربع ساعات، تنقلنا بين عدد من شوارع وسط القاهرة، وبدا الشيطي مترددا جدًا في مسألة مشاهدة الفيلم، مؤجلاً الذهاب إلى السينما كلما ذكرته بموعدها!

والجزء الثاني من الحوار(بعد الجزء الأول الذي نشر أمس ضمن ملف "الرواية العربي.. إلى أين؟")، يدور حول "ورود سامة لصقر"، وروايته الجديدة "صخرة هوليوبليس"، ومحطات أخرى في سيرته الشخصية، والفيلم طبًعا، الذي يبرر الشيطي أسباب تردده في مشاهدته، أو ربما عزوفه عن مشاهدته إلى الأبد.

وإلى نص الحوار:

لماذا في ظنك أثارت "ورود سامة لصقر" تلك الضجة كلها؟

* أظن أن جزءًا من جودة العمل، ومن كونه أثار ما أثاره، أنه لم يكن يعبّر عن لحظة خاصة بي وحدي، لكن لأنه كان يعبّر عن مأزق عام، بل ومأزق يتعلق أيضًا بالرواية المصرية.

ظهر النص في لحظة مفصلية، عندما كانت الرواية المصرية تبحث عما بعد كيانين كبار في الكتابة؛ ما بعد رواية نجيب محفوظ، وما بعد رواية جيل الستينيات، فبدت وكأنها جسر الانتقال إلى ما بعد هذين الكيانين، وكانت تبشر برواية مصرية جديدة، رواية تتناول أزمة من نوع مختلف، بمقاربة لغوية وجمالية مختلفة، مقاربة في صراع مع نفسها، تقدم بطلاً غير مسبوق، غير متأكد من أي شيء، في صراع مع ذاته.

ثمة أربعة أصوات في الرواية، صوت يتسم بأنه ينتمي إلى الرواية المصرية التقليدية آنذاك وهو صوت يحيى، وصوت ناهد الأكثر تقليدية منه، وصوت تجريبي جدًا وشعري جداً، وهو صوت صقر، ثم صوت تحية، وهو صوت مركب لأنها هي التي تدفع ثمن التحولات والتناقضات الاجتماعية، كونها تعبّر عن نفسها كامرأة، وكفتاة اضطرت للنزول صغيرة إلى سوق العمل لا تعرف عد القروش بعد، بالإضافة إلى أنها تعيش مأزق أخيها الذي يسير باتجاه موته.

هذه الرواية كانت في داخلها لغات متصارعة كذلك، حتى أن اللغة التجريبية الحادة جداً، كانت تدخل في إدانة واضحة للغة التقليدية التي تستخدمها ناهد والتي يستخدمها يحيى، وتكشف عن زيف تلك اللغة، وطبعاً اللغة التي تحمل قدراً من التعبير المجازي، والتي جعلت صقر يدفع ثمنها روحه، ثم لغة الكاتب التي تتسم بالصرامة والتقريرية، حتى إنها ليست لغة واقعية بل لغة وقائعية إن صح القول. ورغم تصارع هذه اللغات وتداخلها أحياناً، استطاعت أن تقدّم اللحظة الروائية الحرجة -زمن بداية التسعينيات- على نحو غير مسبوق، وفقاً لما لاحظه النقاد.

لم أكن أتصور أن نصي، الذي يمثل حوالى 13 ألف كلمة، ربما حقق مشكلة أخرى حول نوعه من حيث الحجم، فهل هو قصة طويلة، أم رواية. إذن شكل هذه الرواية، إشكالي، وفجّر العديد من الأسئلة، وبينما يبني ذاته هو يفجر ذاته أيضًا، لأن تصنيفه نفسه محل سؤال دائم.

أتخيل، من بعض ردود الأفعال حول الرواية، أن "ورود سامة لصقر" تبدو بمثابة العمل القومي لدمياط. وأعتقد أن ذلك أحد أسباب اختيار أحمد فوزي صالح لها، لتحويلها إلى فيلم، كونه من بورسعيد القريبة منها.

كثير من الدمايطة قدموا لي تهنئة بعد الفيلم، الناس العادية أقصد، وطبعاً بعض المثقفين والكتّاب.


لكن الفيلم لا تدور أحداثه في دمياط. تدور في منطقة المدابغ في القاهرة.

أحب أن أرجئ كلامي عن الفيلم حتى أشاهده.

- قرأت منشوراً لك في "فايسبوك"، كتبته بعد حصول الفيلم على ثلاث جوائز في مهرجان القاهرة السينمائي، تهنئ فيه فوزي بالجائزة، لكنها بدت تهنئة منقوصة، ومشروطة بمشاهدته له، وكأنك ستغضب إن لم يعجبك، أو بتعبير آخر ستغضب إن ابتعد من عالم الرواية. فلماذا تربط الفيلم بالرواية على الرغم من أنهما باتًا عملين فنيين مختلفين لاختلاف وسائطهما.

شوف. دعني أتفلسف مثل نجيب محفوظ وأقول إني كروائي، لا علاقة لي بالفيلم السينمائي، كما أني لم أره حتى الآن.

سنراه بعد قليل.

ربما.

إذا لم ترد مشاهدته، فلا مانع. لكني سأكتب ذلك.

لا مانع عندي أيضًا (...) ممكن أن نقول مع نجيب محفوظ أن المعالجة السينمائية شيء أخر غير الرواية، وأنا لم أقرأ السيناريو بالمناسبة. ودائمًا كنت أسمع أن الفيلم ستدور أحداثه في مدابغ الجلود في القاهرة، طبعاً المدابغ مكان يعبر عن الطبقات الشعبية بشكل جيد جدًا ومتميز جداً، وأحببت فيلم "جلد حي"، العمل الأول لفوزي، وهو فيلم تسجيلي، وأتصور أنه قدم خلاله صورة جيدة كما ينبغي للفن أن يكون، صادماً وجديداً، لكني كنت أظن دائماً أن تجربة رواية صقر هي تجربة دمياطية بامتياز، وأن رائحة الفقر والقمع الدمياطي، يختلف عن أي فقر وقمع آخر، وكنت أتمنى لو أن علاقات الإنتاج السينمائي في مصر، تسمح بالانتقال لدمياط، والتصوير هناك، حيث عاش البطل، وحيث ولدت مأساته، لكني عرفت أن كلفة ذلك ستكون عالية جداً. ولكن اليوم أصبح أبطال هذا العمل، أقصد الرواية، شخصيات لا تموت في سجل الأدب، وتجاوزت صاحبها، اسم صقر وتحية ويحيى وناهد، باتوا مثل غيرهم من الشخصيات التي طرحها الأدب مثل عاشور الناجي وشمس الدين وسعيد مهران. فتلك شخصيات حية تجاوزت كتّابها، وفي رأي دائما، أن الكتابة الابداعية فن يتجاوز صاحبه، وهو أوسع من حياة صاحبه، والشكل الجمالي عظيم لأنه يتجاوز إمكانات صاحبه. إن ما تقدمه من إبداع يتجاوزك وهو أكبر منك بمراحل، يعيش حياة منفصلة عن حياتك. وهكذا ستعيش الرواية حياتها في الأدب وفي السينما، وأنا أعيش حياتي.

وما علاقة ذلك بترددك حول مشاهدة الفيلم بعدما كنت متحمسًا؟

* أفكر كثيرًا في وجاهة ما قام به نجيب محفوظ، لأنه كان ذكياً للغاية، يعني هو أعطى الثلاثية لحسن الإمام الذي أفسدها باقتدار، لكنه أخذ منه أن "السكرية" و"بين القصرين" و"قصر الشوق"، و"سي السيد"، أصبحت كلمات على لسان رجل الشارع العادي من دون أن يقرأ العمل. اليوم أحمد فوزي صالح، جعل تحية وصقر، من الأسماء العامة التي ينطقها الناس العاديون، اليوم أهل بلدي في دمياط عرفوا امرأة اسمها تحية من فوزي صالح، ولم يعرفوها مني.

نجيب محفوظ لم يكن يشاهد الأفلام، لأنه حصل على فائدتها بلا فرجة، أخشى أن أشاهد الفيلم فأختلف مع أحمد فوزي صالح، أو أن تخلق مشاهدتي نوعاً من أنواع الحذر الشديد أثناء الكتابة مرة ثانية. ولذلك أنا متردد. أكاد أعرف كيف عالج الفيلم، وأخشى أن يكون قد لجأ إلى الحلول السهلة.

ألم تطلع على السيناريو في أي مرحلة من مراحل إعداده؟

أنا شخص متحفظ، وأتحرج من اقتحام الناس، وكنت أعتقد طوال تلك السنوات، أن ذلك فضل هائل ما كنت أتوقع حدوثه؛ أن يهتم أحد بتحويل عملي إلى فيلم. زوجتي وابنتي غاضبتان لأن الفيلم لم يلتزم بحكاية الرواية، وقد عارضتهما في ذلك.

لكن هناك أعمالاً سينمائية كثيرة ناجحة، لم تلتزم بالنصوص المقتبسة منها، وثمة أفلام كثيرة أخرى حاولت الالتزام بالنص وجاءت متواضعة فنيًا..

أريد أن أقول لك شيئًا، "ورود سامة لصقر" رواية شخصيات. هل يمكن أن تتخيل فيلمًا مأخوذًا عن رواية دوريان غراي، من دون دوريان غراي؟ كذلك لن تتخيل رواية صقر من دون أبطالها الأربعة، كون فوزي صالح قدم بطلة واحدة أو بطلين، حلو. "الجاي، يعمل" هو أو غيره. حق استغلال الرواية لا يزال ملكي.


داوود عبد السيد انتقى من "مالك الحزين" الشيخ حسني...

السينمائيون يتعاملون مع الأعمال الأدبية بـ"المنشار"، وحساسية السينمائي غير حساسية الأديب، إلا في ما ندر. وقد سمعت أنه كانت تتم معايرة إبراهيم أصلان، بأنهم لم يأخذوا منه سوى الشيخ حسني، وأن "الكيت كات" أعظم من "مالك الحزين"، وكان ذلك يثير حفيظته جداً ويحزنه، أنا علمت بهذا الكلام من أصدقاء وليس بصفة مباشرة منه، ولكن أتصور أن ذلك حصل. أظن أن معالجة أحمد فوزي صالح للرواية، لا تصادر أي معالجة مستقبلية لها.

ولماذا تظن أن الرواية يمكن أن تُحول إلى السينما مرة أخرى؟

*
ما يحدث مرة، قابل لأن يحدث مرات أخرى، آمل أحياناً أن أعدّ سيناريو للسينما، وفكرت أن ألتحق بورشة للسيناريو كي أتعلم كتابته... يعني مجرد حلم.

المعرفة يعاد إنتاجها باستمرار، مجلة "Variety" في تغطيتها لفيلم "ورد مسمود"، مثلاً، عادت إلى رسالة البحث الأكاديمي حول روايتي، وأخذت منه اقتباسًا مفاده أن "تحية هي إيزيس الحياة المعاصرة"، عندما قرأت الجملة "Tahya as a kind of modern-day Isis" تذكرت البحث الذي أعدته الدكتورة الباحثة منى النموري حول الرواية، ضمن تحضيرها للترقية ونشرته في مؤتمر في جامعة القاهرة في العام 2008. كان أول من قارن بين روايتي، ورواية جيمس جويس، هو صبري حافظ في دراسته المنشورة ضمن ملف في مجلة "أدب ونقد"، تخيل من وأنا شاب قدموا عني دراسة مقارنة مع جيمس جويس، "دية كانت من العجائب، وقد أسعدتني لا شك".

تُقارن بجيمس جويس منذ أكثر من 28 عامًا، وبالرغم من ذلك لم تترجم الرواية حتى الآن.

* لا أملك تفسيرًا واضحًا لذلك، وإن كنت لا أشعر بالحزن.

أظن أن السبب في ذلك عائد لطبيعتي، لم أكن في يوم من الأيام منتسبًا إلى أي تجمعات أدبية، وليست لي علاقات وطيدة بالمحيط الأدبي. أعيش على هامشه بشكل عام، لطبيعتي الخاصة، وهي طبيعية موروثة من الطفولة، لأني انطوائي بشكل ما. ما يربط الطفل بالعالم هو والده، لأن الأب يمثل قانون العالم بالنسبة للطفل، فإذا رحل ذلك الأب في سن مبكرة، يظل ذلك الطفل في بحث عن علاقة ما مع العالم. وأنا أترجم كتاباً لسوزان سونتاغ، وجدتها تقول في أحد مقاطعه: "تنطوي الإصابة بورم، في وجدان البشر، على نوع من أنواع الشعور بالعار"، أعتقد أن طفلاً فقد أباه في وقت مبكر، ينطوي شعوره على نوع من أنواع العار أيضًا، لأن ذلك يجعله مختلفًا بحدة عن الجماعة المحيطة به. فلعلي اكتسبت حالة الانطواء تلك من طفولتي. أحياناً تتهمني زوجتي وابنتي بأنني انطوائي، فأعارضهما، وقد أقول لهما: "صعب اللي عمل الإنجازات دية في الحياة يكون انطوائي. يعني أنا طلّعت كتب، واشتغلت محامياً لشركات كبيرة، ما نيش انطوائي"، لكن أعود وأقول لنفسي أنا انطوائي بشكل يخصني.

لكنك حاولت التغلب على هذه الانطوائية لدى عودتك للحياة الأدبية، ونشرك المجموعة القصصية "ضوء شفاف ينتشر بخفة" في ميريت، فبالإضافة لكونها دار نشر، فهي في الوقت نفسه تعد منتدىً أدبيًا..

لكني لم أنجح في هذه التجربة.

غير أن هذا لا ينفي سعيك لأن تكون جزءًا من مجتمع أدبي ما.

* طبعًا. لكني فشلت. وعدت إلى طبيعتي على هامش المجتمع الأدبي. أحياناً أتبنى شعارات تشبه ما يطلقه سعدي يوسف "أعيش في الهامش وتوجد قصيدتي في القمة"، شعار حلو. تحرص أن يظل إنتاجك في القمة فنيًا وجماليًا. لكني في الحقيقة أعيش على الهامش، وغالبًا ما أنسى الحياة الثقافية، وتنساني أيضًا في المقابل.

سبب آخر دائماً ما أتذرع به في مسألة عدم ترجمتي حتى الآن. درست اللغة الإنكليزية. وأدري كيف تكون المهمة معقدة جدًا على مترجم يتصدى لترجمة "ورود سامة لصقر"، في الأجزاء التي تكسر شكل الجملة التقليدي تمامًا. لا أعرف كيف سيجد مقابلاً جمالياً لذلك في اللغة الإنكليزية. أعتقد أن العملية ستكون في غاية الصعوبة في الفصول الخاصة بصقر وتحية تحديدًا.

في حياتك انتقالات حادة. أصدرت روايتك الأولى، نجحت. اختفيت. ثم أصبحت محامياً، نجحت، توقفت. ثم تركت القاهرة وذهبت إلى لندن لتدرس من جديد.

سافرت بفلوس الرأسماليين اللي أخدتها منهم.

- لماذا قررت أن تعود مرة أخرى للدراسة؟

* أظن أن ذلك عائد للجذر الطبقي الذي أنتمي إليه، والدي كان يعمل في وظيفة عجيبة جدًا، كان يذهب ليشتري منتجات المحلة الكبرى (منسوجات وملابس)، ثم يذهب ليبيعها بالقسط للعمال في دمياط، وفي نهاية كل أسبوع (يوم قبض الأجر الأسبوعي) يحصل منهم القسط. لم يكن يهدأ أو يرتاح طوال الأسبوع. وأنا ابن هذا الرجل، وبالتالي لن أهدأ عن البحث إلا بموتي. كنت أريد أن أتعلم لغة ثانية، ولم أسافر خارج مصر في حياتي، غير تلك المرة التي ذهبت فيها إلى لندن العام 2012، لم أكن أعرف شكل العالم خارج الإقليم الذي أعيش فيه. سافرت لأدرس اللغة الإنكليزية، مع أولاد وبنات من دول الاتحاد الأوروبي ومن أميركا اللاتينية والمكسيك، وكنت في وسطهم أكبرهم سنًا، لكني لم أكن كذلك حينما كنت أجالسهم، هل كنت أبدو أصغر في السن مما كنت عليه فعلاً؟

مسألة توقفي عن الكتابة للعمل، ثم توقفي عن العمل والعودة للكتابة، تذكرني بحوار قرأته لكاتبة أميركية، لا أتذكر اسمها للأسف، أنها كانت تريد أن تكتب روايتها، وفي الوقت نفسه هي بحاجة إلى المال لتؤمن معيشتها حتى تستطيع الكتابة. فذهبت لتعمل كـ"مومس" لفترة من الزمن، ثم عادت لتكتب، فكرة ادخار المال للتفرغ للكتابة ليست مسألة تخص واقعنا وحده، وهي موجودة في العالم، وأعتقد أن فترة عملي بدت بالنسبة اليّ البديل الأنسب للوظيفة التي وجدها، مثلاً، إبراهيم أصلان في صغره، أو بديلاً للعلاقة بالدولة التي وجدها جيل الستينات والسبعينات والثمانينات مع الدولة بحيث يستطيعون التفرغ للكتابة، "أنا مكنش عندي حاجة" غير مهنة حرة يمكن أن تأكل الإنسان كله إذا استسلم لها، مهنة المحاماة لا تقبل أي شريك آخر. فلعل هذه الوظيفة كانت فترة الادخار بالنسبة اليّ، من أجل أن أذهب لأدرس اللغة، وأن أعود لأشتغل على ذاتي من جديد، وأستطيع تقديم تجربة جديدة. ولعل روايتي الجديدة "صخرة هليوبوليس" دليل أقدمه للعالم بأني ما زلت حياً، وأني أخوض مغامرتي مرة أخرى، وأني أعمل كما لو كنت كاتبًا شاباً من أول وجديد، أحاول تقديم هذا العمل التجربة التالية لصقر، وأنا أقدمها لا لتُقرأ فقط، وإنما كدليل على نجاتي، وأني استعدت روحي من الموت.