مفاوضات فيينا تتقدم..وواشنطن ستدفع تعويضات لإيران إذا ألغت الاتفاق

المدن - عرب وعالم
الجمعة   2022/08/05
نقلت وكالة "تسنيم" عن وزير النفط الإيراني جواد أوجي الجمعة، أن إيران مستعدة لرفع إنتاجها من النفط الخام إلى مستوى ما قبل العقوبات في أقرب وقت، فيما استؤنفت الخميس المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في العاصمة النمساوية فيينا.

وفي تصريح سابق على هامش اجتماع "أوبك بلس"، قال أوجي إن على الدول الأوروبية التفكير بفصل الشتاء من الآن، داعياً القوى الكبرى الغربية إلى انتهاج سياسة عقلانية مع طهران إذا أرادت تحقيق أمن الطاقة العالمي، حسب تعبيره.

وأوضح أوجي أن سوق الطاقة العالمي بحاجة إلى النفط والغاز الإيرانيين، وأن عودة النفط الإيراني يمكن أن تحقق الاستقرار في السوق.

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قال للصحافيين ليل الخميس، إن هناك "صفقة مطروحة" حول العودة للاتفاق النووي وإن إيران "يجب أن تقبل بها".

وقال كيربي: "سمعتم الرئيس يقول إننا لن ننتظر إلى الأبد حتى تقبل إيران هذه الصفقة"، مضيفاً أنه "من الواضح أن الوقت أصبح ضيقاً للغاية في ما يتعلق بالقدرة على التوصل إلى اتفاق".

الحرس الثوري

ووفقاً لوكالة "فرانس برس"، قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي إنه تم إحراز تقدم بشأن بعض العقبات المتبقية في المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة سعياً لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وأوضح المسؤول أن هناك ضمانات بأن الولايات المتحدة "لن تفسد الاتفاق بالتراجع عن كلمتها في المستقبل".

وأضاف أن مطالبة طهران للولايات المتحدة بإزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة السوداء الرسمية لوزارة الخارجية لـ "المنظمات الإرهابية الأجنبية" تم إسقاطها من المناقشات، وبدلاً من ذلك سيتم التعامل مع هذه النقطة "في المستقبل"، بعد الصفقة.

في المقابل، قال مستشار الوفد الإيراني المفاوض في فيينا محمد مرندي ل"الجزيرة" إن شطب الحرس الثوري من القائمة الأميركية للإرهاب لم يكن شرطاً مسبقاً.

يأتي ذلك بعدما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن مصدر بالوفد المفاوض أن طهران لم تتخل عن طلب رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأميركية، وأنها تربط استئناف تنفيذ الاتفاق باتخاذ الولايات المتحدة القرار الصحيح.

دفع تعويضات
في السياق، كشفت مصادر لموقع "بلومبيرغ" أن الوفدين الأميركي والإيراني قد أحرزا تقدماً بشأن دفع تعويضات لطهران إذا ألغي الاتفاق النووي في المستقبل.

وقالت "بلومبيرغ" إن "التوقعات المتشائمة تشير إلى أن هناك احتمالاً محدوداً لصفقة يمكن أن تخفف من أزمة الطاقة العالمية، وأن أي إحياء للاتفاق الذي أبرم في العام 2015، قد يسمح بإنتاج وتصدير المزيد من الطاقة من قبل إيران، التي تمتلك ثاني أكبر مخزون من الغاز الطبيعي في العالم ورابع أكبر احتياطي نفطي".

ونقلت بلومبيرغ عن دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي بأنه "على الرغم من أن العقبات المتبقية يمكن إزالتها من الناحية الفنية في غضون 72 ساعة، فإن ذلك سيتطلب قرارات سياسية رفيعة المستوى في كل من طهران وواشنطن"، مشيرين إلى أنه "تم إحراز تقدم بشأن تعويضات محددة من شأنها أن تضمن عوائد اقتصادية لإيران حتى لو ألغت إدارة أميركية جديدة أو الكونغرس الصفقة مرة أخرى".

واستؤنفت المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في العاصمة النمساوية فيينا، بعقد اجتماع بين كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كني وإنريكي مورا من الاتحاد الأوروبي، الذي سيجري جولات مكوكية بين باقري كني والمبعوث الأميركي الخاص إلى إيران روبرت مالي.

وهذا أول اجتماع لإيران ومسؤولين من القوى العالمية في فيينا منذ آذار/مارس عندما توقفت المفاوضات التي بدأت في عام 2021 لإعادة دمج الولايات المتحدة في الاتفاق.